بشكل مستغرب ويثير عدة تساؤلات على الحاكمين في إسبانيا ومدى جديتهم في إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع المغرب، تم اليوم الثلاثاء الاستماع الى زعيم جبهة بوليساريو ومجرم الحرب، إبراهيم غالي في اثنتين من الشكاوى قدمتا ضده في ملفي "تعذيب" وارتكاب "إبادة"، إلا أن القاضي الإسباني لم يتخذ أي اجراء بحقه تاركا له حرية مغادرة إسبانيا، وفق مصادر إعلامية إسبانية. وتم إدخال المجرم غالي في 18 أبريل الماضي، وفق صحيفة "إل باييس" الإسبانية، بعدما كانت حياته بخطر، بشكل سري وهوية مزورة واسم مستعار (محمد ابن بطوش)، على متن طائرة طبية وضعتها في تصرفه الرئاسة الجزائرية، ما أثار غضب المملكة المغربية على شريكتها وجارتها الأوربية إسبانيا، ودفع الأمر القضاء إلى إيفاد عناصر من الشرطة مطلع مايو المنصرم إلى المكان للتحقق من هويته وإبلاغه بالاستدعاء. ومن مكانه القابع فيه بشكل سري وغير شرعي داخل المستشفى في لوغرونيو، شمال إسبانيا، مستفيدا من العلاج ضد مضاعفات جراء إصابته بكوفيد-19، أدلى المجرم غالي بشهادته اليوم الثلاثاء عبر الفيديو لأحد قضاة المحكمة الوطنية العليا في مدريد. وإثر هذه الجلسة المغلقة، لم يتخذ القاضي حتى الآن قرارا في شأن المرحلة المقبلة من التحقيق، كما لم يتخذ في قراره الذي نشرته وكالات أبناء دولية، أي اجراء رادع بحق غالي معتبرا أن "لا خطر ظاهرا من عملية فرار"، وهو من شأنه أن يعمق اكثر الأزمة بين الرباطومدريد. وعقب المحلل السياسي المغربي، سمير بنيس، في تصريح لموقع "الحرة" الأمريكي، أن القضاء الإسباني "غير المستقل"، معبرا عن استغرابه لتجاهل الدعاوى التي رفعت ضد غالي "وإتلاف القرائن التي تدينه". وأوضح بنيس، بأن الدليل على "عدم استقلالية" القضاء الإسباني، هو أن المحكمة العليا الإسبانية "لم تتخذ أي إجراء منذ عام 2012 للبت في الدعوة التي تقدم بها 281 شخص من ضحايا إرهاب البوليساريو في السبعينيات من القرن الماضي". في سياق ذلك، نددت فعاليات مغربية بقرار المحكمة الإسبانية في وقفة احتجاجية بمدريد، مطالبة بمحكامته على جرائمه في حق الصحراويين. ومباشرة عقب صدور قرار المحكمة إسبانية ضد الزعيم الانفصالي، اليوم الثلاثاء، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، وفق ما نقلته صحافة بلادها، إنها تأمل في عودة العلاقات مع المغرب إلى طبيعتها في "الساعات المقبلة"، على حد تعبيرها. ونقلت قناة "إل كونفيدنسيال" عبر الإنترنت عن مصادر في الشرطة أن طائرة للحكومة الجزائرية التي تدعم تنظيم بوليساريو، أقلعت صباح الثلاثاء في اتجاه لوغرونيو لإعادة الزعيم الانفصالي قبل أن تعود ادراجها في منتصف الطريق.