فتحت محكمة التحقيق الثالثة بمدينة لوغرونيو مسطرة أولية ضد زعيم ميليشيات "البوليساريو" المدعو إبراهيم غالي، بتهمة تزوير وثيقة سفر تمكن من خلالها من دخول الأراضي الإسبانية في 18 أبريل الماضي. واتخذ هذا القرار على إثر شكوى رفعتها نقابة الموظفين الإسبانية "مانوس ليمبياس"، بحسب ما علم اليوم الأربعاء لدى الجهة المشتكية، وأوضح القاضي في قراره أن "الوقائع تتضمن كما قد مت، مؤشرات تفيد بوجود مفترض لجنحة تزوير وثيقة عمومية"، مشيرا إلى أنه "في هذه الحالة يتعين فتح مسطرة أولية" ضد إبراهيم غالي. وكانت وسائل إعلام إسبانية قد كشفت عن وجود وثائق أخرى، ذات طبيعة طبية بالخصوص قدم فيها زعيم انفصاليي" البوليساريو" باسم محمد عبد الله. وتم إدخال زعيم انفصاليي "البوليساريو"، يوم 18 أبريل الماضي لمستشفى سان بيدرو في لوغرونيو، بهوية جزائرية مزورة لشخص يحمل اسم محمد بن بطوش. واليوم الأربعاء، قام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، رفقة رئيس أركان الجيش الوطني الفريق السعيد شنقريحة، بزيارة زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إبراهيم غالي، بعد عودته من إسبانيا إلى الجزائر، من أجل استكمال علاجه من فيروس كورونا. وبث التلفزيون الرسمي الجزائري، مشاهد لزيارة تبون وشنقريحة لزعيم الانفصاليين الذي يستكمل العلاج من فيروس "كوفيد-19″، بالمستشفى المركزي للجيش "محمد الصغير نقاش" بمنطقة عين النعجة. وقدم تبون الشكر لإسبانيا على استقبالها لزعيم "البوليساريو" منذ اليوم الأول، مخاطبا غالي بالقول: "ما أعجبني وأعجب رئيس الفريق أنك امتثلت للعدالة الإسبانية"، معتبرا ذلك "من شيم المناضلين والثوريين". يأتي ذلك بعدما غادر إبراهيم غالي إسبانيا، أمس الثلاثاء، في اتجاه الجزائر، بعد قضائه 54 يوما بمستشفى "سان بيدرو" بمدينة "لوغرونيو"، وذلك على متن طائرة مدنية تعود لشركة فرنسية استأجرتها السلطات الجزائرية. وقالت الحكومة الإسبانية، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، إن غالي "خطط لمغادرة إسبانيا هذه الليلة على متن طائرة مدنية من مطار بامبلونا في شمال البلاد"، من دون أن تحدد وجهة هذه الطائرة، مكتفية بالقول إنها أخطرت السلطات المغربية بهذا الأمر. وكانت المحكمة الوطنية بمدريد قد رفضت اعتقال أو سحب جواز سفر زعيم الجبهة الانفصالية، على خلفية الاتهامات الموجهة إليه، حيث اكتفى القاضي بطلب عنوان ورقم هاتف إبراهيم غالي من أجل الوصول إليه. ونفى غالي، خلال مثوله أمام قاضي التحقيق عبر الفيديو، جميع الاتهامات الموجهة إليه، بما في ذلك جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والتعذيب. وخلق ملف دخول إبراهيم غالي إلى التراب الإسباني بهوية مزورة وبدون علم السلطات المغربية، أزمة كبيرة بين مدريد والرباط، وصلت إلى حد استدعاء السفراء، فيما يرى المغرب أن الأزمة تجاوزت مجرد استقبال زعيم الانفصاليين إلى فقدان الثقة في العلاقة بين البلدين.