دعت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، نادية فتاح العلوي، اليوم الخميس، إلى استباق مرحلة ما بعد الأزمة منذ الآن، لبناء صناعة سياحية أكثر قوة واستدامة، تعود بالنفع على الجميع. وأبرزت فتاح العلوي، في معرض كلمتها بمناسبة انعقاد منتدى الاستثمار الفندقي الافريقي 2021 المنظم عن بعد، أن المستثمرين المبادرين إلى الانخراط في هذه الدينامية سيستفيدون، بالتأكيد، بنسبة أكبر من أفضل الفرص، مذكرة بالأهمية الكبرى لإقلاع الصناعة السياحية كأساس لاستدامة القطاع. وقالت إن "هذه الأزمة تشكل فرصة لإعادة التفكير بكيفية مبدعة في طريقة استقطاب السياح. يتعين علينا استغلال المؤهلات السياحية التنافسية والهائلة التي يتمتع بها المغرب، من أجل خلق عروض سياحية في جميع جهات المملكة". وذكرت بأنه منذ اندلاع الأزمة الصحية، أحسن المغرب تدبير الجائحة، من خلال الإهتمام أولا بصحة وسلامة المواطنين، وكذا من خلال تقديم دعم كبير للاقتصاد عموما والسياحة على الخصوص، مشيرة إلى أن الحكومة منحت مساعدات للعاملين في القطاع، وللشركات المتضررة من الأزمة. وأضافت "اليوم، نحن متفائلون، ندبر المرحلة وفق استراتيجية تلقيح محكمة، في الوقت الذي تظل فيه كل المؤشرات الوبائية مشجعة من أجل العودة للحياة الطبيعية". من جهته، أشار المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية عماد برقاد إلى أن المنتدى يشكل أرضية مواتية للنقاش والتبادل حول الآراء والآفاق التي تهم الاستثمار السياحي. وأضاف " نطمح إلى الاستفادة من هذا المنتدى الافتراضي لتقديم بعض من الاستثمارات الواعدة المتوفرة، لاسيما في المنطقة الجنوبية للمغرب. وتبين أنه حان الأوان لبعث رسالة أمل واعتماد موقف إيجابي للحديث عن الحاجة إلى دعم الاستثمارات". ودعا المستثمرين في هذا السياق، إلى اغتنام الفرص التي يزخر بها بلد في طور النمو، والذي يجعل من السياحة رافعة حقيقية لاقتصاده. وقال برقاد إنه بالرغم من الظروف الراهنة، "أظن أن العديد من فرص الاستثمار السياحي في طريقها نحو المملكة". وسجل أنه "بالرغم من أن الوقت لا يزال مبكرا على إعلان إنتهاء الأزمة، إلا أننا لمسنا نوعا من التغير في الأجواء خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما شجع على تنظيم هذا الحدث اليوم: وبذلك فإن الوقت قد حان للنقاش حول آفاق إعادة الاستثمار في قطاع السياحة". وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث الدولي الهام حول الاستثمار الذي تنظمه الشركة المغربية للهندسة السياحية، عرف مشاركة أكثر من 600 ممثل للقطاع من حوالي 50 بلدا، وتميز بتدخلات متميزة من شخصيات مهمة. كما شكل المنتدى الافتراضي فرصة مناسبة لإعداد حصيلة الوضعية الحالية، ودراسة آفاق تطوير وإقلاع الاستثمار السياحي. وإلى جانب الجلسات العامة، عرف المنتدى تنظيم جلسات تواصل حول فرص الأعمال التي تزخر بها المملكة لاسيما في الأقاليم الجنوبية.