يشهد حي درب معيزي بالمدينة القديمة في الدارالبيضاء، منذ صباح اليوم الاثنين، عملية إخلاء قسري لساكنة عدد من المنازل، وذلك تنفيذا لقرار السلطات بهدف إفساح المجال لبدء أشغال مشروع المحج الملكي الذي أطلقه الملك الراحل الحسن الثاني منذ 1989. وانتقلت سيارات القوة العمومية، بتنسيق مع السلطات المحلية بقيادة قائد السلطة المحلية في المنطقة، إلى عين المكان لإتمام عملية الإخلاء، وسط احتجاجات الساكنة الذين رفضوا مغادرة منازلهم، معللين ذلك بعدم إيجاد منازل بديلة للعيش، لأن السلطات، بحسبهم، لم توفر لهم بديلا يتناسب مع ظروفهم المادية. ونقل السكان أمتعتهم وممتلكاتهم الشخصية إلى الشارع بعد إرغامهم بالقوة على الإخلاء، كما رصدت ذلك عدسة جريدة "العمق"، بينما نُقل البعض إلى مقرات إيواء مؤقتة. وأشار عدد من السكان أثناء مغادرة منازلهم، أنه لا مكان لهم بعد الآن، وبمغادرتهم سيتعرضون للتشرد لعدم توفرهم على أماكن بديلة للاستقرار فيها ولو مؤقتا، لعدم توصلهم بأي تعويضات. وكشفت مصادر مطلعة، أن عددا من المنازل بدرب معيزي مصنفة فعلا ضمن الدور الآيلة للسقوط، لكن بعضا منها غير مصنف ولا زال صالحا للسكن. لكن أصحاب تلك المنازل يقولون إنهم تفاجؤوا بعناصر السلطة، على رأسهم قائد المنطقة، يأمرهم بمغادرة منازلهم أو إخراجهم بالقوة، دون تحديد وجهة ترحيلهم. وأسس المتضررون تنسيقية تحمل شعار "تنسيقية ضحايا التدبير العشوائي لملف المحج الملكي"، وأعرب منسقها سعد مصلح في تصريح لجريدة "العمق"، عن درايته وباقي المتضررين بضرورة إنجاز مشروع المحج الملكي. أوضحب أن المشروع تأخر فعلا لأزيد من ثلاثة عقود، لكنه أعرب عن أسفه وباقي المتضررين، من أن أصحاب الملكية لم يتوصلوا بإشعارات سابقة من طرف السلطات لأجل الإخلاء، مشيرا إلى أن السلطات لم تقرر تعويضهم قبل تنفيذ قرارات الهدم. وتأتي عملية هدم المنازل بدرب معيزي، إضافة إلى أحياء أخرى بالمدينة القديمة، في إطار استعداد سلطات العاصمة الاقتصادية لتنفيذ مشروع المحج الملكي الذي يهدف إلى إعادة تأهيل وتطوير المنطقة، وتحويلها إلى قطب سياحي واقتصادي، ليكون جاهزا قبل استضافة المغرب لكأس العالم 2030. جدير بالذكر أن مشروع المحج الملكي يعتبر من المشاريع الاستراتيجية التي وضعها الملك الراحل الحسن الثاني، والتي تأخرت لأزيد من ثلاثة عقود. ويهدف المشروع حسب السلطات، إلى تطوير مدينة الدارالبيضاء، إلا أنه يواجه انتقادات واسعة بسبب الطريقة التي يتم بها ترحيل الساكنة.