قال المثل المغربي: "القرع فينما دربتيه يسيل دمه" فهذا المثل قد يسقط على الواقع الذي يعيشه بلدنا الحبيب فيما يخص الطقس من حيث الجفاف والتساقطات المطرية. ثلاث سنوات من الجفاف كشفت لنا أن المسؤولين عن هذا القطاع لم يأخذوا بعين الاعتبار المؤشرات التي كانت تقول إن المغرب سيدخل في حالة جفاف وهذا منذ أكثر من عقدين. فأصبح الجفاف هو الوسيلة الوحيدة للإجابة عن أسئلة المواطنين حول غلاء المعيشة والمحروقات وتذاكر السفر وغيرها من المجالات. فسقانا الله تعالى هذه الأمطار التي كشفت بدورها عن تهاون المسؤولين عن البنيات التحتية خاصة الطرقات والمسالك في البدو والحضر وكذلك كيفية الاستفادة من هذه الأمطار لتحويلها نحو السدود الشبه فارغة. والادهى والأمر من هذا أن نفس المشكل يتكرر كلما تساقطت الأمطار بشكل كبير فيطرح السؤال على هؤلاء المسؤولين المتهاونين عن سبب هذا الكسل واللامسؤولية في الاستباق إلى تنظيف مجاري الصرف الصحي في الطرقات وإعادة ترميم القناطير الآيلة للسقوط وبناء أسوار صلبة تحمي الطرقات والمسالك التي تتعرض للفياضانات وغيرها من الإجراءات التي تسبق فصل الشتاء كما يفعل في البلدان الأوربية.! وخاصة أن مسؤولينا يسافرون في جميع الفصول إلى الدول المتقدمة ويرون كيف تتم عملية مراقبة الطرقات والقناطر وقنوات الصرف الصحي وغيرها من الإجراءات الاستباقية في كل المجالات. والسؤال المطروح كذلك هو أين يكمن الخلل؟ هل هي عدم ربط المحاسبة بالمسؤولية والضرب بيد من حديد على من لايقوم بمهمته التي أنيط بها ومن اجلها يتقاضى راتبه الشهري؟ أم الخلل في المحسوبية والزبونية التي لاتزال تتوغل في كل المجالات؟ أم هو تراجع في حب الوطن والمواطنين وخدمتهم بصدق وأمانة؟ أم هو تكاسل على التعليمات الملكية السامية التي ما تفتؤ تذكر المسؤولين بالالتزام بمهماتهم وإتقان وظائفهم ومتابعة المشاريع وتقييمها وتقويمها؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها كلما طلت علينا ظاهرة طقسية من جفاف أو أمطار. وكما بدأت بمثل مغربي أختم بآخر: لي ماجابتو محبة ما يجيبو تحزار" يعني أن المسؤول إذا كان لا يحب وظيفته ولا يتقنها بل لا يتفانى في إنجازها فلا حياة لمن تنادي..