أقدم المجلس الجماعي لمراكش على اتخاذ قرار أثار غضب الفنانين وسكان المدينة على حد سواء، وذلك بعد تدمير المنحوتات الفنية التي كانت تزين شارع تاركة في حي جليز. هذه المنحوتات، التي أُنجزت على مدار سنوات طويلة بمشاركة فنانين عالميين من المغرب ودول أخرى، كانت تعد جزءا من متحف الشارع الذي لقي ترحيبا واسعا من قبل المراكشيين وزوار المدينة من جميع أنحاء العالم. في هذا السياق، وجه الفنان التشكيلي محمد نجاحي، أحد المشاركين في هذا المشروع الفني، رسالة إلى عمدة مدينة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري، يعبر فيها عن استيائه العميق من القرار الذي اتخذه المجلس بتدمير هذه الأعمال الفنية، مهددا باللجوء للقضاء للمطالبة بتعويض. ووفقا لما ورد في الرسالة التي توصلت جريدة "العمق" بنسخة منها، فقد تطلب تحقيق هذا المنجز الفني عاما كاملا من الجهود المتواصلة والتنسيق بين الفنانين والشركاء تحت إشراف الفنانة الفرنسية ناديج كمنسقة للمشروع. وقد أشار نجاحي في رسالته إلى أن قبول 24 فنانا من مختلف الدول، من بينها المغرب، إسبانيا، فرنسا، ورومانيا، كان دليلا على عشقهم لمراكش واهتمامهم بدور الفن في تعزيز التواصل والرقي بالإنسانية. وأكد نجاحي في رسالته أن تحقيق هذا المشروع لم يكن ليتم لولا الجهود المبذولة من قبل الوالي السابق الشراببي، الذي تابع مراحل تنفيذ هذا المتحف بشكل يومي، مما ساهم في إنجاح المشروع بالتنسيق مع المجلس الجماعي وشركاء آخرين من مراكشوفرنسا. وأضاف، بينما يستمر الغضب والقلق في أوساط الفنانين وسكان المدينة، يبقى السؤال حول كيفية اتخاذ هذا القرار دون التشاور مع الفنانين أو البحث عن حلول بديلة للحفاظ على هذا الإرث الفني. وقد أبدى نجاحي في رسالته استعداده لرفع دعوى قضائية للمطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بالأعمال الفنية التي تم تدميرها، مشددا على أهمية احترام الفن والفنانين ودورهم في إغناء ثقافة المدينة.