مجموعة من الفنانين المغاربة والأجانب جندوا خيالهم الإبداعي ليحولوا أغصان وجدوع أشجار ميتة بحي جليز على طريق تاركة بمراكش إلى مجسمات إبداعية مثيرة.. في إطار ما أسموه « متحف في الشارع». يقال الأشجار تموت واقفة، ولكن أشجارنا اليوم تموت راقصة تم تحيى بألوان ونحوت لمبدعين عرفوا كيف يوظفون بلمساتهم الإبداعية أغصانا يابسة يغطيها الغبار إلى تحف تنبض بالحياة .. شجر يعزف سيمفونية عشق تتماهى مع فضاءات مراكش وضوءها المتميز وازرراق سماءها.. حين نعيد الحياة للطبيعة فتلك رسالة أخرى لقيمة الوجود وإدراكا كاملا لمعنى الجمال, هذا الذي لا يدركه الذين يصيبون مراكش بالصلع والتصحر ويحولون الشجر إلى صناديق اسمنتية. لكن الفنان والمبدع يعرف كيف يخلق حتى من الموت جمالا.. وحين يسكن الجمال أشجارنا الميتة فإن الحياة تزهر بعشقها الدائم.. يقول الفنان التشكيلي والنحات المبدع عبد الحفيظ تاقوريت: «كنت أتألم وأنا أمر من طريق تاركة وأشجار ميتة تصطف واقفة على قارعة الطريق كانت الهواجس تنتابني لاني أدرك أن مصير هذه الأشجار سيكون هو القطع لتحول إلى نيران التدفئة.. لكن كان لدي أمل لتحويل هذه الأشجار إلى منحوتات وبالتالي إعادة الحياة لها وجعل كل هذا الفضاء قطعة من الجمال.. حملت همي إلى فنانة تشكيلية فرنسية تملك شركة بمراكش تبنت معي الفكرة وأخذنا نبحث عن مشروعنا الضخم هذا.. وجدنا صعوبات على مستوى الرعاية والدعم المادي لكن هذا لم يثنينا عن إخراج المشروع إلى حيز الجود بفضل التشجيع الذي وجدناه من ولاية مراكش. ألان نحن نشتغل بإمكانيات بسيطة لكن كل المارين من الطريق منبهرون أمام الشكل الفني الذي أصبحت عليه هذه الأشجار لتحول الفضاء ساحرا مبهرا، وكل هذا العشق يعد بالنسبة لنا زادا مشجعا في إرساء ثقافة بصرية لا محالة سيكون لها تأثير إيجابي في المستقبل.» تاقوريت التشكيلي المختص في النحت لم يدخر جهدا في إعادة الحياة إلى كل غصن تربصت به الموت أوجدع سقط فريسة للقتل فتراه محولا كل ذلك إلى نفائس فنية آية في الجمال، لكن هذا الجهد ليس لوحده بل بفضل مبدعين لهم عشق اللون والنحث ولهم بصمة في هذا العمل الفني الضخم كل هم: محمد نجاحي، لطيفة حربي ،حسن مهداوي ، كريم العابدين ، مصطفى يخشى ، السعيد اليوسي عبد الحق إضافة إلى مبدعين فرنسيين نيكول جون بيير ، إرفال باسكال.. وغيرهم, وجدناهم منهمكين في إبداعاتهم وحفرهم ونقشهم كل اختار موضوعه وشجرته, اللمسة بعد الفكرة.. وعشق كبير يتدفق معه الإبداع.. ثم الانبهار أمام غصن يابس يتشكل أيقونة من عمق الابداع.. وتفاعل للشارع بناسه مع هذا المتحف المفتوح والمشرع على الجميع عل مخيالنا الجمعي يستوعب بعضا من ثقافتنا البصرية.