أثارت الوضعية المتردية لمقبرة الغفران بالدارالبيضاء قلقا كبيرا، حيث أثار المستشار بمجلس الجماعة محمد اكليوين في مداخلته خلال أشغال الدورة الاستثنائية أمس الأربعاء، "تحول المقبرة إلى مرتع لعصابات تقوم بالتسول باستعمال الأطفال". ودق المستشار ناقوس الخطر، مطالبا السلطات بالتدجل العاجل لإنقاذ الأطفال ضحايا التسول، بحيث "تقوم شبكات منظمة بكراء طفل بأسعار تتراوح من 100 إلى 300 درهم يوميا، وترتفع هذه المبالغ إلى 800 درهم خلال المناسبات الدينية". وشدد اكليوين على أهمية إعادة تأهيل مقبرة الغفران وتوفير الأمن والحراسة اللازمين، مشيرا إلى الوضعية المزرية لبعض القبور بسبب انتشار الحشائش والنباتات العشوائية، مما يجعل من الصعب على بعض العائلات تحديد أماكن قبور أقاربهم. في سياق متصل، صادق مجلس جماعة الدارالبيضاء خلال نفس الدورة الاستثنائية، على اتفاقية تهدف إلى تحسين تجهيز وتسيير وحراسة ونظافة المقبرة، بتكلفة إجمالية تبلغ 90 مليون سنتيم. وأقر مجلس جماعة الدارالبيضاء الأربعاء، وقبله مجلس عمالة الدارالبيضاء، اتفاقية بين الجماعات الترابية، من بينها مجلس جماعة الدارالبيضاء ومجلس عمالة مديونة، لإنشاء مجموعة الجماعات الترابية "التعاون الاجتماعي" التي ستتولى إدارة وتسيير مقبرة الغفران بمديونة. وخصص الشركاء عبر الاتفاقية، 900 ألف درهم لإدارة مقبرة الغفران، ساهمت فيها الجماعة ب400 ألف درهم، وستعتمد مجموعة الجماعات الترابية لإدارة المقبرة، على موارد ذاتية ومساهمات من الجماعات الأعضاء لتمويل عملياتها. كما ستقوم بتحصيل رسوم على خدمات الدفن، والتي ستحدد قيمتها وفقا للخدمات المقدمة وكل مدخول آخر له صبغة قانونية. وتهدف هذه الاتفاقية، التي اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منها، إلى توفير خدمات أفضل في مجال الدفن للمواطنين، وتحسين البنية التحتية للمقبرة، وضمان احترام المعايير الصحية والبيئية. كما تسعى إلى تحقيق الاستدامة المالية لإدارة المقبرة من خلال تنويع مصادر الدخل. كما تهدف إلى "تجهيز وتسيير وحراسة ونظافة مقبرة الغفران، وكذا تدبير مرفق دفن أموات المسلمين بالمقبرة المتواجدة بتراب جماعة المجاطية أولاد طالب، بإقليم مديونة". وستقوم المجموعة الجديدة، التي ستحمل اسم "مجموعة الجماعات الترابية للتعاون الاجتماعي – مقبرة الغفران"، بالإشراف على جميع المهام المتعلقة بإدارة المقبرة، بما في ذلك أعمال الصيانة والتطهير، واستقبال الجنائز، وتنظيم عمليات الدفن، وتقديم الخدمات الإدارية. وتتخذ مجموعة الجماعات الترابية "التعاون الاجتماعي " مقرا لها بإدارة مقبرة الغفران المتواجدة بتراب جماعة المجاطية أولاد طالب بإقليم مديونة. وتحتفظ مجموعة الجماعات بنفس الحقوق المكتسبة لفائدة مجموعة الجماعات التعاون الاجتماعي، كما تلتزم بكافة الواجبات المترتبة على المهام المسندة إليها. وتدخل الاتفاقية حيز التنفيذ بمجرد توقيعها من قبل أطراف الاتفاقية، وفق ما نصت عليه المادة الحادية عشر من الاتفاقية. وتعرف مقبرة الغفران اكتظاظا كبيرا على مستوى الدفن، بحيث تعرف حوالي 60 عملية دفن بشكل يومي، وهو ما دفع السلطات في وقت سابق إلى تدشين مقبرة جديدة تحمل اسم "مقبرة الإحسان" تمتد على مساحة 118 هكتار، عبارة عن هبة من أحد المحسنين. ويرتقب أن تستوعب مقبرة الإحسان التي ستعوض الغفران، حوالي 43230 قبرا ولمدة تتجاوز 30 سنة، وبكلفة إجمالية تبلغ 75.81 مليون درهم.