علمت جريدة "العمق" من مصادر خاصة، أن المتهمة المسنة في قضية التزوير العقاري المعروفة "بأرض حادة"، المتابع فيها شقيق بودريقة الأصغر المسمى عبد الله بودريقة المنعش العقاري، وموثق ووسطاء رهن الاعتقال، لفظت أنفاسها الأخيرة بعد نقلها مساء اليوم الأربعاء من السجن المحلي "عكاشة" لتلقي العلاج في المستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء. وكانت السيدة الثمانينية المسماة عائشة البرجي في حالة صحية متدهورة نظرا لكبر سنها، وكانت تحضر جلسات محاكمتها مستعينة بعكاز، وتوبعت رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي في الدارالبيضاء، لأزيد من سنة بتهمة "جنايتي مشاركة موثق في تزوير محرر رسمي واستعماله". وصرحت السيدة، التي كانت قيد حياتها متسولة في تيط مليل، أمام قاضي غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء قبل وفاتها "أنها لم تكن تعلم بقضية التزوير، وإنما تم اقتيادها من طرف وسطاء معتقلين أيضا في القضية"، ونفت معرفتها المباشرة بعبد الله بودريقة، بعدما أكدت أن "الوسيطين أخبراها بوجود معاونة كانت في حاجة لها باعتبارها مسنة تعيش مما يجود به الناس عليها في الشارع". وأضافت أنه بعد موافقتها "سلماها ثلاث ورقات مالية قالت واحدة زرقاء وواحدة صفراء وواحدة خضراء بمعنى 350 درهما وجعلوها تبصم على أوراق" باعتبارها مالكة الأرض حادة. وأكدت المسنة التي حضرت آخر جلسة لها بكرسي متحرك، "أنها استقدمت من طرف أحد المتهمين في الملف وطلبوا منها انتحال صفة "حادة"، وأضافت أن إحدى الشابات لا تعرف هويتها "رسمت لها وشم على وجهها بمكتب الموثق المعتقل يونس.ا، لتبدو شبيهة بالمالكة الحقيقية للأرض موضوع التزوير". وخلقت وفاة المتهمة، التي تعتبر محور حلّ لغز قضية تزوير "أرض حادة"، مفاجأة كبيرة لدى دفاع المتهمين الرئيسيين الذين يتوقعون أن تغير هذه الوفاة في مسار محاكمة بودريقة الشقيق والموثق يونس.ا باعتبارهما المتمهان الرئيسيان، إلى جانب الابنة بالتبني لصاحبة الأرض موضوع التزوير ووسطاء. في المقابل، اعتبر دفاع الطرف المدني أن وفاة السيدة المسنة منتحلة صفة مالكة الأرض محط التزوير، لن يؤثر سلبا على سيرورة المحاكمة، لأن هيئة الحكم استمعت إلى إفادتها في القضية، والتي أكدت خلالها بأنها لم تشارك في عملية تزوير وإنما تم استغلالها. وظل المتهمون في هذه القضية رهن الاعتقال الاحتياطي لأزيد من سنة، وانطلقت جلسات المحاكمة منذ أشهر وبعد انطلاق مناقشة الموضوع اضطرت المحكمة إعادة مناقشة الملف من البداية بعد تغيير هيئة الحك، نظرا لعملية انتقالية شملت عددا من القضاة الذين تم تعيينهم بمحكمة النقض، بما فيهم القاضي الذي تابع الملف أول مرة. ويرتقب أن تعقد جلسة جديدة يوم 6 شتنبر 2024، في قضية التزوير العقاري. ووفقا لصكّ متابعة المتهمين، تعود تفاصيل الملف إلى "تزوير" عقد بيع ملك عقاري بتيط مليل بالدارالبيضاء، تملكه سيدة مسنة كانت تعاني من مرض الزهايمر، وذلك باعتماد بطاقتها الوطنية في تزوير عقد البيع، والتي اختفت في ظروف غامضة". ووجهت للمتهمين تُهم تتعلق بتزوير عقد بيع ملك عقاري، واستعمال محرر رسمي مزور، وتزوير وثيقة تصدرها الإدارات العامة إثباتا لهوية، وتزوير محررات تجارية. يذكر أن المنعش العقاري "ع.بودريقة" والموثق "يونس.ا" يُتابعون أيضا أمام غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بالجرائم المالية، في قضية تزوير عقد بيع رسم عقاري في بوسكورة، حيث تم اعتقال متهمين جدد ضمنهم المنعش العقاري "حسن.غ" ووسيط، وشقيق صاحب الأرض موضوع التزوير.