مع حلول فصل الصيف، شهدت أثمنة فاكهة التين الشوكي المعروفة في الأوساط الشعبية المغربية ب"الكرموس الهندي" ارتفاعًا صاروخيا فاق كل التوقعات، فبعدما كانت أسعار فاكهة الفقراء الشعبية، لا تتجاوز درهمًا واحدًا، أصبح سعر الواحدة منها اليوم يتراوح، ما بين 6 إلى 8 دراهم. و يعود الارتفاع القياسي الذي بلغته أسعار "الهندية" بالأسواق المغربية، وفق تبريرات مهنيين، إلى التغيرات المناخية التي شهدها المغرب في الفترة الأخيرة بفعل توالي سنوات الجفاف مما انعكس سلبا على حجم الانتاج، بالإضافة إلى انتشار الحشرة القرمزية أثرت بشكل كبير على إنتاج المحاصيل، مما أدى إلى انخفاض العرض وارتفاع الطلب في الأسواق. وأوضح بائع للتين الشوكي في سوق الجملة بالدار البيضاء، أن سعر الصندوق الواحد ل"الهندية"، يتراوح بين 400 و450 درهمًا، وأن السوق لم يستقبل سوى 300 صندوق حتى الآن، مرجعا في تصريح ل"العمق" أسباب التهاب الأسعار إلى غياب العمال الذين لا يزالون في عطلة العيد، بينما يتوقع أن تنخفض الأسعار قريبًا مع نضوج الفاكهة. ونبه فلاح يشتغل في زارعة وتسويق "الهندية، إلى ضرورة الآخذ بعين الاعتبار التكاليف الإضافية التي تتحكم في سعر البيع للعموم، مثل تكاليف العمال والتنقل لمسافات بعيدة لتوزيع فاكهة التين الشوكي، مسجلا أن أن أرباح الفلاحين تظل قليلة مقانرة بحجم التكاليف، وأنهم ليسوا مسؤولين عن الأسعار التي تُباع بها الفاكهة في الأسواق الوطنية. وفي السياق ذاته، أوضح بوجمعة موجي، نائب رئيس جمعية حماية المستهلك بالدار البيضاء، في تصريح لجريدة "العمق"، أن الإقبال المتزايد من طرف المواطنين على فاكهة التين الشوكي "الهندية" أدى إلى ارتفاع سعرها، مشيرا إلى أن استهلاكها لم يعد مقتصرًا على تناولها كفاكهة، بل باتت تستخدم بكثرة في صناعة مواد التجميل، وخاصة زيت التين الشوكي الذي يصل سعر اللتر الواحد منه إلى 10 آلاف درهم. وأضاف المتحدث ذاته، أن انتشار الحشرة القرمزية ساهم بدوره في ارتفاع الأسعار، نتيجة تدمير المحاصيل الزراعية. وسجل أنه على الرغم من الجهود المبذولة للقضاء عليها، إلا أنها لم تحقق النجاح المطلوب، مما يتطلب تكثيف الجهود لمكافحة هذا المرض الذي أصاب حقول التين الشوكي، من خلال حرث الأرض ومعالجتها وزرع الفاكهة من جديد. وأشار نائب رئيس جمعية حماية المستهلك بالدار البيضاء، إلى البحوث المجراة على حقول التين الشوكي أثبتت أهمية المقاربة الوقائية في مواجهة الحشرة القرمزية، وهو ما لا ينبغي التهاون معه، موضحا أنه إذا استمر الوضع الحالي، فقد نرى قريبًا وحدة من التين الشوكي تُباع في علبة بلاستيكية بسعر خيالي يفوق قدرة المستهلك، مما سيجعل من الصعب على المواطن المغربي ساعتها تناولها.