على بعد يومين من حلول عيد الأضحى المبارك، وبخلاف التوقعات بأن يزداد الإقبال على شراء الأضاحي، تعرف أسواق المواشي ببعض مدن الجنوب الشرقي إقبالا "متواضعا"، ما أدى إلى انخفاض أثمنة أغنام السلالات المحلية. وبحسب مواطنين تحدثوا إلى جريدة "العمق"، فإن ذلك راجع إلى "هجرة" عدد كبير من الساكنة نحو الضيعات والفضاءات المخصصة لبيع الأغنام المستوردة بالكيلوغرام الواحد، وتفضيل العديد من الأشخاص إرجاء شراء الأضحية إلى اللحظات الاخيرة قبل يوم النحر. وكان عبد الرحمان مجدوبي، رئيس الجمعية المغربية لمربي الأغنام والماعز Anoc، قد أكد في حديث مع جريدة "العمق" أن "أعداد الماشية المرقمة بمنطقة الجنوب الشرقي بلغت 275 ألف رأس من الأغنام من سلالات مختلفة، وكذا 120 ألف رأس من الماعز". يوسف آيت خويا، كساب بمدينة ورزازات، قال إن أسعار الأغنام هذا اليوم "متدنية" بسبب الإقبال المتواضع للساكنة على السوق؛ "حيث انخفض سعر خروف 2500 درهم إلى 1750 درهما، وبالمثل انخفض ثمن الخرفان التي بيعت في الأيام الماضية ب3000 درهم". وهو الأمر الذي يهدد "بخسارة كبيرة للكسابة المحليين الذين بدأ بعضهم بشحن الخراف نحو أسواق مدن أخرى كأكادير"، يضيف المتحدث. وعزا هذا الكساب الذي تحدث لجريدة "العمق" من سوق الأحدبورزازات هذا الانخفاض إلى "توجه الساكنة لشراء الأغنام المستوردة من الخارج، والتي تباع في المدينة بأثمان تتراوح بين 55 و60 درهما للكيلوغرام الواحد بالنسبة للخرفان كبيرة الحجم، و65 درهما للخرفان صغيرة الحجم". وجوابا عن سؤال "للعمق" حول ما إذا كانت الأسعار الباهظة هي التي تدفع بالورزازيين، على غرار عدد من المغاربة في المدن الأخرى، إلى اللجوء إلى الأغنام المستوردة، أقرّ يوسف آيت خويا بكون العديد من الأشخاص قد اقتنوا في الأيام الماضية الأغنام بأسعار مرتفعة، لكنه اعتبر أن الأمر مبرر، حيث "ترفع الزيادات المتواترة في أسعار أعلاف الماشية، من كلفة تربية الكساب للخروف". أيوب العلوي، كساب بمدينة زاكورة، أكد من جهته أنه لا يوجد إقبال كبير على شراء الأضاحي بهذه المدينة، لكنه بخلاف آيت خويا أرجع الأمر "إلى تفضيل الكثير من الساكنة اقتناء الأضحية في اليوم الأخير قبل يوم النحر". العلوي سجلّ في حديث لجريدة "العمق" أن "التجربة في السنوات الثلاث الأخيرة أثبتت أن بعض هؤلاء يرجع خاوي الوفاض لأنه لا يجد الخروف المتناسب ومتطالباته وظروفه، فيما يصير همّ البعض الآخر إيجاد ماشية جائزة للنحر فقط، بصرف النظر عن مواصفاتها". وأضاف المتحدث بأن "غلاء الأعلاف يدفع كسابي زاكورة إلى المطالبة بدورهم بأثمنة مرتفعة تصل إلى 5 آلاف درهم بالنسبة لخروف صردي يزن 40 كيلوغراما"، مشيرا إلى أن مثل هذا الخروف لا يجد كثيرا من زبنائه في المدينة ؛ حيث يفضل أغلب الساكنة "شراء أضاحي يترواح ثمنها ما بين 2000 و3000 درهم".