اعتبر رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم المنار اسليمي، أن محاولة اغتيال رئيس أركان الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، تشير إلى أن سيناريو اغتيال قائد الأركان السابق، القايد صالح، سيتكرر مع شنقريحة. وأشار اسليمي إلى ما نقله موقع "Sahel Inteligence" عن مصادر عسكرية جزائرية حول محاولة اغتيال شنقريحة عن طريق عبوة ناسفة كانت مخبأة في سيارة متوقفة على الطريق، انفجرت مباشرة بعد مرور موكب شنقريحة. ويرى أستاذ الدراسات السياسية والدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن "هذا الحادث الذي أمر النظام العسكري بالتكتم عليه وعدم نشر أية معلومات عنه، تسبب في عدد من القتلى وفي حريق كبير" وفق تعبيره. واعتبر اسليمي أن "محاولة اغتيال شنقريحة" تكشف عن أربعة مؤشرات كبرى، تتجلى أولا في وجود اختراق أمني، موضحا أن وقوف سيارة تحمل عبوة ناسفة على جانب الطريق الذي يمر منه موكب رئيس الأركان، فعل لا يمكن أن يقوم به إلا المكلفون بتأمين مرور شنقريحة. وفي هذا السياق، أشار اسليمي إلى أن هذا المعطى "يعني أن محاولة الإغتيال ستعاد كلما خرج شنقريحة في موكب زيارة أو سفر داخل البلاد، مع ملاحظة وجود معلومات تقول أن شنقريحة لم يعد يركب الطائرات منذ مدة ويغير مكان مبيته باستمرار". وفي المؤشر الثاني، أبرز اسليمي "ارتفاع سقف الاقتتال بين الأجنحة العسكرية الثلاثة في الجزائر، جناح شنقريحة وجناح جبار مهنا وناصر الجن وتوفيق مدين وجناح القايد صالح"، موضحا أنه "اقتتال بسبب رفض ولاية ثانية لتبون المدعوم من طرف شنقريحة". وأضاف أن المؤشر الثالث يتجسد في كون "الوضع في الجزائر قريب من الإنفجار، وأن نفسية الجيش باتت متدمرة ودرجة الاحتقان مرتفعة، لأنه لايوجد جيش في العالم نصف قادته في السجون، ومنهم من لازال مصيره مجهولا بعد اختفائه. كما لايوجد جيش في العالم تركب فيه قيادات برتبة جنرالات قوارب الموت للهروب إلى أوروبا". ووفق المحلل السياسي ذاته، فإن المؤشر الرابع يتجلى في أن "الجيش الجزائري بدأ يتفكك والأجنحة باتت متعددة داخله، وعمليات الانتقام والانتقام المضاد باتت مشهدا يوميا بين جناح شنقريحة الذي يتآكل يوميا، وجناح القايد صالح، وجناح توفيق وجبار مهنا وناصر الجن الذي قد يكون وراء هذه العملية الأخيرة ضد شنقريحة، ومن المتوقع أن يبدأ الجيش الجزائري في الانهيار بعد توالي هذه العمليات". وتابع اسليمي قوله: "تبين عملية محاولة اغتيال شنقريحة أن سيناريو اغتيال القايد صالح قائد الأركان السابق سيتكرر، لكن هذه المرة سيكون قبل الانتخابات وليس بعدها، بل أن مصير الإنتخابات الرئاسية بعد هذه المحاولة بات غامضا". ومع شعور شنقريحة بقرب نهايته، يقول اسليمي، "فإن الخطر يكمن في احتمال أن يجر الجزائر إلى حرب مع المغرب، حيث لازالت قاعدة الإلتفاف حول العلم حاضرة في أذهان العسكريين الجزائريين منذ سنة 1963، لما اتجه بن بلة الى الحرب مع المغرب هروبا من انقسامات المناطق العسكرية وهروبا من انهيار دولة الجزائر التي كان عمرها أقل من سنتين أنداك، مشهد انقسام قادة المناطق العسكرية يعود للواجهة لدرجة أن قادة المناطق العسكرية الستة في الجزائر لم يجتمعوا منذ سنة".