تصوير ومونتاج: يوسف فائز كشفت إدارة مهرجان كناوة وموسيقى العالم، أمس الثلاثاء، عن برنامج دورته ال25، التي ستنظم خلال الفترة الممتدة ما بين 27 و29 يونيو المقبل، بمدينة الصويرة. وقالت مديرة ومنتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم، نائلة التازي، على هامش ندوة صحفية نظمت بالدار البيضاء، مساء الثلاثاء، إن المهرجان مشروع ثقافي يساهم في التنمية المستدامة، وليست مجرد حفلات موسيقة، مشيرة إلى أن مدينة الصويرة تحولت بسبب ثقافة كناوة. وأضافت نائلة التازي، أن المهرجان يدخل في إطار الرؤية الملكية لدمقرطة الثقافة وولوجها من قبل الجميع، مشيرة إلى أنه ملك للجميع والاحتفاء بدورته ال25 فخر لجميع المغاربة. وتابعت التازي، أن إدراج هذا التراث في اليونسكو فتح لإدارة المهرجان مرحلة جديدة، حيث سيتم في هذه الدورة تدشين عدد من المشاريع التي ستهيكل مستقبل المهرجان وتدخل في إطار الابتكار. وأشارت ذات المتحدثة، إلى أن إدارة المهرجان أسست مشروعين مهمين، أحدهما تكويني مع واحدة من المؤسسات الموسيقية المرموقة في العالم، وهي كلية بيركلي للموسيقى التي يوجد مقرها بمدينة بوسطنالأمريكية، والثاني كرسي متخصص في ثقافة كناوة يُحْدَثُ بشراكة مع "مركز الدراسات الإفريقية" التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببنجرير. وتستضيف مدينة الصويرة والمعلمين الكناويين،من جديد هذه السنة، فنانين ومثقفين وإعلاميين وعشاق الموسيقى الآتين من مختلف بقاع الأرض، ليبعثوا برسائل الإخاء والتسامح والسلام للعالم بأسره. وخلال دورته الخامسة والعشرين يقدم المهرجان، حسب بلاغ توصلت "العمق" بنسخة منه، أربعة مائة (400) فنان، من بينهم أربع وثلاثون (34) معلما كناويا، سيحيون ثلاث وخمسون (53) حفلا موسيقيا، ستة منها في فن المزج. من بين لقاءات المزج هاته، حفل الافتتاح الذي يَعِدُ "بانفجار" إيقاعي يجمع بين أنماط موسيقية متعددة من كناوة والباتوكادا البرازيلية والفلامينكو الإسباني والزوالي الآتي من ساحل العاج. وستعمل جميع هذه الأنماط المختلفة، وفق ذات البلاغ، على إبراز نقط التقائها الفني، كما يعدنا كل من المعلمين حسن بوصو (من الدارالبيضاء) ومولاي الطيب الذهبي (من مراكش) ومجموعة دامبيلي (من ساحل العاج) والفنانون نينو دو لوس راييس (من إسبانيا) وإيلي أيي (من البرازيل) بتقديم عرض احتفالي باذخ ومبهج. وستشهد هذه الدورة أيضا لقاء موسيقيا سيجمع بين المعلم حميد القصري ومجموعة بوكانطي (من الولاياتالمتحدة وكندا). المجموعة الفنية التي أسسها عازف الغيتار ميشال ليك (سناركي بوبي) الذي سبق وُرشِّحَ في عدة مناسبات لجائزة غرامي. والذي سبق ووصفت صحيفة نيويورك تايمز حفلاته ب «تجربة مثيرة لا تنسى". وحسب ذات المصدر، فسيكون للجمهور فرصة ملاقاة عدة فنانين مميزين من بينهم الرابور الفلسطيني المتعدد اللغات سان لوفون (اسمه الحقيقي مروان عبدالحميد)، والثنائي القوي "العيطة مون أمور" المكون من المغنية وداد مجمع والموسيقي التونسيخليل ابي اللذانيعملان على أداء تراث العيطة الشعبي بطريقة مبتكرة تتلاءم والنفس المعاصر. كما سيتمكن الحضور خلال هذه الدورة من سماع أحد أقوى الأصوات الصادحة بالفلامينكو، صوت الفنانة الإسبانية بويكا ذات الأصول الغينية الاستوائية التي سبقونالت إعجاب الصحافة الدولية لأدائها الفريد. من بين اللحظات الاستثنائية للمهرجان أيضا، الحفل الذي سيحييه الفنان الأسطوري المتخصص في موسيقى الجاز وعازف الترومبيت الأمريكي راندي بيكيرالحائزعلى سبعة جوائز غرامي.
الموازاة مع الحفلات الموسيقية، ستبرمج الدورة الحادية عشر لمنتدى حقوق الإنسان لمهرجان كناوة وموسيقى العالم الذي ينظم بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج. دورة هذه السنة ستنعقد حول موضوع راهني " المغرب وإسبانيا والبرتغال، تاريخ بمستقبل واعد". فعلى بعد سنوات قليلة من الحدث التاريخي الهام المتمثل في التنظيم المشترك لدورة كأس العالم لسنة 2030، سنحاول مقاربة واستكشاف العلاقات الغنية والمعقدة التي تربط بين كل من المغرب وإسبانيا والبرتغال. إذ سيعمل المنتدى،وعلى امتداد صبحيتين، على طرح ومناقشة مواضيع لها علاقة بالتاريخ المشترك للبلدان الثلاث، وبمكانة ودور الجاليات، وبالهجرة والتنقلات البشرية، وتأثير تنظيم مونديال 2030 على مسألة الجوار. اللقاء سيحضره وينشطه حوالي عشرون متدخلا وشخصية بارزة. للإشارة، فالدورات العشر السابقة لمنتدى حقوق الإنسان عرفت مشاركة أكثر من مائة وخمسين شخصية من عوالم فكرية وسياسية وثقافية مختلفة (انتربولوجيون وفنانون وكتاب و مؤرخون ووزراء وسياسيون وفلاسفة وباحثون ودبلوماسيون...) من خمس وعشرين دولة تنتمي للقاراتالأربع( إفريقيا وأمريكا و آسيا و أوروبا).