أثارت الأنباء المتداولة بشأن تقدم المغرب وإسبانيا في مفاوضات تسليم مدريد مراقبة المجال الجوي في الصحراء المغربية إلى الرباط جدلاً واسعاً في إسبانيا، حيث اعتبره البعض خطوة إيجابية نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بينما اعتبر آخرون أن الأمر يفتقد إلى الشفافية وغياب الوضوح من طرف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز. وفي هذا السياق، طالب نواب الحزب الشعبي في لاس بالماس، خيمينا ديلجادو، وغييرمو ماريسكال، وكارلوس سانشيز، رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، بتقديم توضيحات حول ما أسموه "تسليم المجال الجوي لجزر الكناري للمغرب". ووفق وسائل إعلام إسبانية، فإن نوابا عن الحزب الشعبي في لاس بالماس عقدوا مؤخرا لقاء مع ممثلي المراقبين الجويين في جزر الكناري لمناقشة التقارير التي تفيد بأن إسبانيا ستتنازل عن السيطرة على المجال الجوي للصحراء المغربية للرباط. وأكدت المصادر ذاتها، فإن ممثلي المراقبين الجويين عبروا لنواب الحزب الشعبي عن قلقهم من أن تؤدي هذه الخطوة إلى فقدان 372 وظيفة في مركز التحكم في "غاندو"، كما أبلغوا نواب الحزب الشعبي أنهم لا يعرفون أي شيء عن القرار ولم يتم إطلاع شركة Enaire، الشركة العامة للتحكم في حركة المرور الجوية، على التفاصيل. وطالب نواب الحزب الشعبي حكومة سانشيز بتقديم مزيد من المعلومات حول المسألة، مسجلين وجود نقص في الشفافية من جانب الحكومة الإسبانية حول التفاصيل الدقيقة للمفاوضاتمع المغرب بشأن تسليم مراقبة المجال الجوي بالصحراء للرباط. إلى ذلك، يرى مؤيدو القرار أنه يمثل خطوة "براغماتية" تهدف إلى تحسين العلاقات مع المغرب، وهو شريك استراتيجي لإسبانيا في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. كما يعتقدون أن القرار سيعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين، ويفتح المجال أمام المزيد من الاستثمارات الإسبانية في المغرب. يشار إلى أن محطة "FIR Canarias" هي واحدة من ثلاث مناطق تحكم في حركة المرور الجوي في إسبانيا، وهي تسيطر على حركة المرور الجوي في جزر الكناري وأجزاء من الصحراء المغربية، وذلك بموجب قرار من منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) التابعة للأمم المتحدة. وتسيطر إسبانيا على المجال الجوي للصحراء المغربية منذ احتلالها للمنطقة، وذلك من خلال مركز تحكم جوي في جزر الكناري، فيما سعى المغرب منذ 1975 إلى استعادة سيادته على كامل ترابه، بما في ذلك المجال الجوي للصحراء، غير أن التعقيدات السياسية التي أعقبت ظهور جبهة البوليساريو أعاق التوصل إلى حلول سريعة.