لم تخل الدورة العادية للمجلس الوطني لحزب الاستقلال من بعض المناوشات والمشادات الكلامية والتي تطورت إلى صفع برلماني عن دائرة تطوان خلال مرحلة انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر 18 لحزب الميزان. وأظهر مقطع فيديو اطلعت عليه "العمق"، إقدام عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال يوسف أبطوي، على صفع البرلماني منصف الطوب، وذلك خلال مناوشات بينهما غداة الإعلان عن عبد الجبار الراشدي رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر. وكشف مصدر قيادي بحزب الاستقلال لجريدة "العمق" عن تفاصيل مشادات كلامية بين عضوي اللجنة التنفيذية للحزب، محمد سعود ويوسف أبطوي، والبرلماني منصف الطوب، والتي انتهت بتلقي الأخير لصفعة. وبحسب المصدر ذاته، فإن المناوشات التي تطورت إلى هذا الاعتداء بدأت عندما طلب أشرف أبرون المحسوب على تيار عضو اللجنة التنفيذية محمد سعود، الكلمة عقب الإعلان عن انتخاب عبد الجبار الراشدي رئيسا للجنة التحضيرية. وأضاف المصدر، أن أبرون ليس له الحق في تناول الكلمة بعد الإجماع على انتخاب الراشدي رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن عشر، مضيفا أن البرلماني منصف الطوب، كان هو الآخر طلب تناول الكلمة من أجل الرد على أبطوي وسعود الذي "قاما باستفزازه" ووصفوه بأنه لا يصلح ليكون برلمانيا. المصدر القيادي الذي حضر هذه المناوشات، أشار إلى أن البرلماني عن دائرة تطوان توجه باتهامات إلى عضو اللجنة التنفيذية سعود من قبيل أنه لا يصلح أن يكون عضوا باللجنة التنفيذية ولا قياديا في الحزب واتهامات أخرى جنائية دفعت بيوسف ابطوي إلى صفعه. وأوضح المتحدث، أن هذه المناوشات لم تكن إلا نتيجة لخلافات سابقة بين البرلماني منصف الطوب، ومنسق حزب الاستقلال بجهة الشمال محمد سعود، وعضو اللجنة التنفيذية يوسف ابطوي. في سياق متصل، قالت مصادر أخرى حضرت اللقاء، إن الصفعة التي تلقها البرلماني منصف الطوب، كادت أن تفجر دورة المجلس الوطني لحزب الاستقلال، إذ لم يستسغ عدد من البرلمانيين الاستقلاليين تعرض زميلهم للاعتداء، قبل أن يتدخل الأمين العام المنتهية ولايته وقيادات أخرى من أجل تهدئة الأوضاع. كما أشارت المصادر ذاتها، إلى أن الحزب حاول تطويق هذه الحادثة، حيث طالب من الحضور والصحافيين عدم تسريب أية مقطع فيديو أو صورة لواقعة الاعتداء. وكان قيادي في حزب الاستقلال، فضّل عدم ذكر اسمه، قد أكد أن أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب يسعون إلى الذهاب إلى المؤتمر الوطني الثامن عشر، المقرر عقده في أبريل المقبل، وهم في حالة اتفاق على جميع التفاصيل. وأوضح القيادي، في حديث مع جريدة "العمق"، أن "الحزب في غياب التوافق سيذهب إلى المؤتمر المقبل وهو على دراية أنه سيحسمه ب "التراشق بالطباسل" على غرار ما وقع في مؤتمر 2017′′. وأضاف أن "اللجنة التنفيذية تدرك خطورة هذا الأمر وتعمل جاهدة على تجنب سيناريو 2017، من خلال عقد اجتماعات مكثفة وفتح قنوات الحوار مع جميع الأطراف داخل الحزب"، مؤكداً أن "الهدف من هذه الجهود هو الوصول إلى توافق حول جميع القضايا المطروحة على جدول أعمال المؤتمر، بما في ذلك اختيار الأمين العام الجديد للحزب". وأكد القيادي أن "الحزب بحاجة إلى مؤتمر ناجح يعزز وحدته ويقوّي صفوفه، خاصة في ظل التحديات التي تواجه المغرب على المستويين الداخلي والخارجي"، مشدداً على أهمية التوافق داخل الحزب، مشيراً إلى أن ذلك "سيسمح له بالخروج من المؤتمر موحداً وقوياً، وقادراً على مواجهة التحديات التي تنتظره".