حث رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، برلمانات دول البحر الأبيض المتوسط على التحرك الفعلي والجماعي لوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية ووقف استهداف المدنيين. وأكد ميارة أن المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس على استعداد تام ودائم للانخراط في أي جهد يروم تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، وفق حل الدولتين المتوافق عليه دوليا. جاء ذلك في كلمة افتتاحية للنعم ميارة، خلال قمة الرؤساء للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، المنعقدة اليوم الخميس بمقر مجلس النواب، بالرباط. وأعرب المتحدث ذاته عن أسفه الشديد للأحداث الدامية التي عرفتها غزة وما واكبها من عنف منقطع النظير، معتبرا أن الأمر يؤشر على أن المنطقة أمام وضع غير مسبوق، قد يدخل الصراع في مرحلة لا يمكن التكهن بتداعياتها. وأوضح ميارة أن القمة تشكل فرصة لمواصلة الحوار والتشاور حول مختلف القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، ومناسبة الجهود المبذولة من أجل تعزيز العلاقات بين أوروبا وبلدان جنوب المتوسط، في أفق تحقيق شراكة سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية وثقافية تقوية، تعزيزا للتكامل الإقليمي. ونبه رئيس مجلس المستشارين إلى أن حجم المخاطر والتحديات التي تهدد منطقتنا الأورومتوسطية عديدة ولا حصر لها، وخصوصا ما يتعلق بالتغيرات المناخية والأمن الصحي وقضايا الهجرة والاتجار بالبشر والجريمة المنظمة والإرهاب وكافة المخاطر الأمنية. وفي هذا السياق، شدد المتحدث على أن الأمر يقتضي تضافر جهود الجميع من أجل بناء اتحاد من أجل المتوسط قوي وقادر على مواجهة كل الأخطار والتحديات، وأيضا اتحاد قادر على المساهمة بشكل فعال في إرساء أسس سياسات حقيقية ومتجددة للجوار في منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما أعرب ميارة عن أسفه لاستمرار العديد من العوائق السياسية والاقتصادية التي تشكل عقبة فعلية أمام تعاون حقيقي وملموس بين بلدان منطقة البحر الابيض المتوسط. ونبه إلى أن هذه التحديات تعيق تطلعات شعوب المنطقة، داعيا إلى ضرورة إرساء ركائز متينة وصلبة للتعاون البرلماني الأورومتوسطي على مختلف الأصعدة، بما سيخدم مستقبل المنطقة ومستقبل شعوبها وحقها في الأمن والسلم والتنمية الشاملة.