انطلقت صباح اليوم الخميس، أولى جلسات محاكمة إسرائيل بمحكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية، في دعوى قدمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة. وخلال مرافعتها الأولية، قدمت جنوب إفريقيا أدلة وصور ومعطيات متكاملة حول ارتكاب إسرlئيل لإبادة جماعية بحق سكان غزة. وقالت جنوب إفريقيا إن "المجتمع الدولي خذل مرارا شعوب رواندا والبوسنة والهرسك والروهينغيا، ويستمر في خذلان الفلسطينيين". وقبيل الجلسة، تجمع عشرات المؤيدين لفلسطين أمام مبنى المحكمة، رافعين علم فلسطين وهتفوا ب"وقف فوري لإطلاق النار" في غزة. وفي أولى ردود الفعل، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية، خطوة جنوب إفريقيا بمحاكمة إسرائيل في محكمة العدل الدولية بأنه "حدث تاريخي". وقالت الخارجية الفلسطينية، إن "الشعب الفلسطيني وقيادته يتطلعون اليوم إلى مرافعة جنوب إفريقيا إمام محكمة العدل الدولية، باعتبارها حدثا تاريخيا لسيرورة النضال الفلسطينيوالجنوب افريقي المشترك في وجه الظلم، والإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا". واعتبرت أن "المساءلة والمحاسبة لإسرائيل، سلطة الاحتلال غير الشرعي، باستخدام كافة الأدوات القانونية، ومن خلال مؤسسات العدالة الدولية، وإنفاذ القانون الدولي، هي المحور الرئيس للاستراتيجية القانونية لدولة فلسطين، وصلب الحراك الدبلوماسي والدولي". وأضاف بلاغ الخارجية: "ما يشجع إسرائيل وأدواتها المختلفة على ارتكاب الجرائم وصولا الى ارتكاب والتحريض على ارتكاب جريمة الابادة الجماعية، سببه التخاذل الدولي وعدم اتخاذ خطوات عملية لمحاسبتها، وتماهي بعض الدول في التواطؤ في ارتكاب الجرائم من خلال الفيتو والدعم السياسي والعسكري". وطالبت فلسطين "الدول الشقيقة والصديقة، المتسقة مع مبادئها ومبادئ القانون الدولي، لدعم جنوب إفريقيا وخطوتها أمام محكمة العدل الدولية، وأن تقدم مرافعتها للمحكمة بعد الانتهاء من التدابير الاحترازية، والمؤقتة، انتصارا للعدالة ومنعا للإبادة". من جانبها، أعلنت جامعة الدول العربية تأييدها "الكامل" للدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة "ارتكاب جرائم إبادة جماعية"، و"خرق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948". وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، في تصريحات صحفية، إنه "من الطبيعي والمنطقي أن تؤيد الجامعة العربية بشكل كامل الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية". وأعرب أبو الغيط عن التطلّع إلى "حكم عادل جريء يوقف هذه الحرب العدوانية ويضع حدًّا لنزيف الدم الفلسطيني"، مقدما الشكر إلى جنوب إفريقيا وحكومتها على "اتخاذ هذا الموقف المبدئي الذي يضع القيم الإنسانية فوق أي اعتبار". وأكد أبو الغيط على "دعم الأمانة العامة للجامعة للمسعى الجنوب إفريقي بكل السُبل الممكنة"، وأضاف: "كنا نود أن تتمكن الجامعة من الانضمام إلى الدعوى، لكنها كمنظمة ليست ضمن الأطراف المصرح لها بذلك". وفي الضفة الغربية، نظم مئات الفلسطينيين وقفات في تقديرا لخطوة جنوب إفريقيا رفع دعوى ضد إسرائيل بتهمة "ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية" في قطاع غزة. ونظمت الوقفة الرئيسية، مساء أمس الأربعاء، في ميدان نيلسون مانديلا في حي الطيرة برام الله، بتنظيم من مجموعة من الفنانين بالتعاون مع بلدية رام الله، مع وقفات مماثلة في عدة مدن وبلدات بالضفة الغربية. وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية وأعلام جنوب إفريقيا، وشارك فيها عبر الانترنت رئيس بلدية جوهانسبرغ كابيلو جامندا، والقائم بأعمال مكتب تمثيل جنوب إفريقيا لدى فلسطين فويو منغواني. وتقدمت جنوب إفريقيا بدعوى من 84 صفحة، في 29 دجنبر الماضي، تعرض خلالها دلائل على انتهاك إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لالتزاماتها بموجب ميثاق الأممالمتحدة، وتورطها ب"ارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة". ووفقت إسرائيل على المثول أمام المحكمة بذريعة أنها تريد "دحض" ما وصفتها بالاتهامات "السخيفة التي تفتقر إلى أي أساس واقعي أو قانوني". ومن المتوقع أن تقرر المحكمة، وهي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة لاحقا، كيفية سير مداولاتها في هذه القضية. ويشن الاحتلال عمليات إبادة جماعية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، خلفت إلى حدود اليوم الخميس، استشهاء أزيد من 23 ألف شخص وفقدان 8000 آلاف آخرين، إلى جانب و59 ألف مصاب، مع دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة. * وكالات بتصرف