توجت الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، مساء اليوم الخميس، الفائزين بجوائز المجتمع المدني في دورتها الخامسة برسم سنة 2023. جاء ذلك في حفل ترأسه مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة. وتأتي هذه الجائزة في نسختها الخامسة تثمينا للمبادرات الإبداعية لجمعيات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والشخصيات المدنية التي قدمت خدمات متميزة للمجتمع. وبلغ عدد الترشحات خلال هذه الدورة ما مجموعه 280 ترشحا، 191 منها تهم جمعيات وطنية ومحلية وجمعيات مغاربة العالم، و89 ترشيحا في صنفي الشخصيات المدنية والشخصيات المدنية لمغاربة العالم. وتم خلال الحفل تتويج الجمعيات الفائزة في صنفي جائزة الجمعيات والمنظمات المحلية وجائزة الجمعيات والمنظمات الوطنية وصنف الشخصيات المدنية، وصنف جمعيات ومنظمات المغاربة المقيمين بالخارج، وكذا صنف الشخصيات المدنية من المغاربة المقيمين بالخارج. ففي صنف الجمعيات والمنظمات المحلية، فازت بالجائزة الأولى بقيمة 80 ألف درهم "جمعية الأزهار لا للقرقوبي الاجتماعية الثقافية" بمبادرة "المواطنة والمجال الحضري حماية وإقلاع". وتهدف المبادرة إلى الوقاية من الإدمان وعلاج المدمنين من أجل تمكينهم من الإقلاع عن تعاطي المخدرات ووضع مختصين رهن إشارتهم للاستماع والتأطير وإعادة الثقة في النفس، بالإضافة إلى إدماجهم في سوق الشغل. وعادت الجائزة الثانية بقيمة 60 ألف درهم، لفائدة "النسيج الجمعوي لجماعة إمي نولاون" عن مبادرة "تمكين لأطفال المنقطعين عن الدراسة من تأهيل تربوي ومهني لإدماجهم في المدرسة العمومية أو التكوين المهني أو سوق الشغل". وتهدف المبادرة إلى التخفيف من ظاهرة الهدر المدرسي بجماعة إمي نولاون من خلال إنجاز مجموعة من البرامج التربوية لفائدة التلاميذ المنقطعين عن الدراسة، وتسهيل ولوجهم إلى سوق الشغل أو التكوين المهني. وفي صنف الجمعيات والمنظمات الوطنية، كانت الجائزة الأولى بقيمة 80 ألف درهم من نصيب "جمعية الأوائل" عن مبادرة "طريق النجاح" التي تهدف إلى دمج الأشخاص في وضعية إعاقة في المجتمع من خلال تحقيق إنجازات شخصية في مجموعة من المجالات وكذا إدماجهم في التعليم العالي وسوق الشغل. وعادت الجائزة الثانية بقيمة 60 ألف درهم، لفائدة جمعية "تيبو المغرب" بمبادرة "فضاءات الابتكار الاجتماعي وتنمية قدرات الأجيال الصاعدة، النساء والشباب عن طريق الرياضة". وتتوخى هذه المبادرة توظيف الرياضة كأداة لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، من خلال توفير فرص التعليم والتدريب والتوجيه المهني للمستفيدين وتشجيع التواصل والتكامل بين مختلف فئات المجتمع، وكذا تنظيم أنشطة لدمج اللاجئين والمهاجرين. وبخصوص صنف جمعيات ومنظمات المغاربة المقيمين بالخارج، فازت بالجائزة الأولى، بقيمة 80 ألف درهم، "مؤسسة الإحسان"، من رايسفايك، دينهاخ- هولندا، بمبادرة "مساعدة المتضررين من زلزال الحوز والنواحي، وخاصة الأطفال المرضى بالتوحد". وتهدف المبادرة إلى تقديم المساعدة الاجتماعية والدعم النفسي الضروري للمتضررين من زلزال الحوز والنواحي، قصد التخفيف من آلامهم ومعاناتهم، ولاسيما الأطفال المرضى بالتوحد عبر توفير أساتذة وأخصائيين في هذا المجال لمساعدتهم. وعادت الجائزة الثانية بقيمة 60 ألف درهم، لفائدة "جمعية أطلس السوسيو ثقافية"، من فرانكفورت- ألمانيا، عن مبادرة "قافلة الاخوة والمواطنة، من تنظيم مغاربة العالم بألمانيا". وتهدف هذه المبادرة إلى مساعدة المواطنين المغاربة من الفئات الهشة (الأرامل، اليتامى، ذوي الاحتياجات الخاصة، والعائلات المعوزة)، وتعبئة جميع المنخرطين والفاعلين المدنيين من أفراد الجالية المغربية المقيمين بألمانيا وتحسيسهم بضرورة العمل الاجتماعي التضامني لفائدة الوطن المغربي وربط الصلة الدائمة بالمجتمع المدني المغربي. وفي صنف الشخصيات المدنية، كانت الجائزة الأولى، بقيمة 30 ألف درهم، لفاطمة المساعدي التي تشرف على مركز أمباركة الزروالي للتربية والإدماج الاجتماعي. وتهدف هذه المساهمة إلى تربية وتعليم الأطفال في وضعية إعاقة ذهنية، توحدية وسمعية لمهارات الكتابة والقراءة والتواصل. وعادت الجائزة الثانية، بقيمة 30 ألف درهم، لعبد الله وهبي عن مبادرة "دمج التكنولوجيا الحديثة في الحياة العامة للطفل". وتهدف مساهمته إلى تربية وتكوين وتأطير الأطفال لاكتساب ثقافة تؤهلهم لاستعمال سليم للتقنيات التكنولوجية الحديثة في الحياة اليومية، من خلال تأطير العديد من الورشات التكوينية لفائدة الأطفال على مستوى المؤسسات التعليمية والفضاءات العمومية (دار الشباب، دار الطالب، دار الطالبة...). وبالنسبة لصنف الشخصيات المدنية من المغاربة المقيمين بالخارج، كانت الجائزة الأولى، بقيمة 30 ألف درهم، للسيدة حرمى خديجة، من أرلينغتون- ولاية تكساس- الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي شاركت بمبادرة "الدفاع عن قضية عادل الدغدوغي خريج جامعة johnson and wales". وتهدف هذه المبادرة إلى الدفاع عن حقوق المهاجرين المغاربة والمساهمة في تحقيق العدالة للمقتول غدرا عادل الدغدوغي. وعادت الجائزة الثانية، بقيمة 30 ألف درهم، لمحمد موطهر، من كبيك-كندا، عن "مشروع كفالة 1000 يتيم في جميع أنحاء المملكة المغربية خلال سنتين". وتسعى هذه المبادرة إلى كفالة الأيتام وتوفير الدعم الشامل لهم، بما في ذلك الدعم المالي والعاطفي، وتوفير الرعاية الصحية والتعليمية اللازمة لهم، ومساعدتهم في تحسين ظروفهم المعيشية، بالإضافة إلى توفير سكن آمن ومستدام. وفي كلمة له، قال الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، إن هذه المناسبة الاحتفالية هي "لحظة تاريخية تجسد وقفة اعتراف بأدوار ومساهمات جمعيات المجتمع المدني وما تعبر عنه من مظاهر التضامن والتكافل الاجتماعي". واعتبر أن هذه القيم "تشكل الركائز القوية لمؤسسات الدولة الحديثة التي تتميز بمجتمعها المتضامن، دولة العدالة الاجتماعية التي رسم طريقها الملك محمد السادس، ورسخها دستور المملكة، وتعمل جميع مؤسسات الدولة بما فيها الحكومة على تنزيل أوراشها الكبرى بحرص كبير تنفيذا للتعليمات الملكية". وقدم بايتاس الشكر للشركاء المؤسساتيين من القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والمؤسسات المنتخبة والمصالح اللاممركزة على مستوى الجماعات الترابية والشركاء الدوليين، وجمعيات المجتمع المدني، "لما أبانوا عنه من تعاون وانخراط فعلي وحرص على مواكبة الوزارة لتنزيل برامج استراتيجيتها "نسيج" الذي قطع أشواطا مهمة". وأضاف: "لم تستثن استراتيجية "نسيج" التنويه والاعتراف بالمبادرات النوعية للجمعيات والذي تجسده هذه الجائزة الوطنية لجمعيات المجتمع المدني في دورتها الخامسة برسم سنة 2023، ترصيدا لنسخها السابقة مع رؤية جديدة تمكنت استراتيجية "نسيج" من تطويرها وإعطاءها نفسا جديدا وأفقا أوسع عكسته مراجعة إطارها القانوني ولا سيما المرسوم المحدث للجائزة ونظامها الداخلي". واعتبر أن ذلك يأتي "استجابة لمطلب الفعاليات الجمعوية المغربية القاطنة بدول المهجر المتشبعة بقيم العمل المدني التطوعي التي استطاعت نقل هذه القيم إلى بلدان الإقامة، وقامت بإنجازات كانت مصدر فخر لها ولبلدها على حد السواء، مجسدة نبل الرسالة الجمعوية في حلتها المغربية". وأشار إلى أن التعديل الجديد لمرسوم الجائزة قد رفع قيمتها المالية الإجمالية، وأضاف صنفا جديدا خاصا بالمغاربة المقيمين بالخارج ضمن صنف الشخصيات المدنية. كما فتح تعديل النظام الداخلي للجائزة المجال لاقتراح شخصية مدنية ضمن صنفي الشخصيات المدنية من طرف الجمعيات والائتلافات الجمعوية مع تيسير الترشح بالنسبة لجمعيات مغاربة العالم، رغبة في "إعطاء نفس جديد للجائزة لتساهم بشكل فعال في توطيد أواصر الترابط بين المغاربة المقيمين بدول المهجر ووطنهم المغرب".