استمعت هيئة غرفة الجنايات الابتدائية قسم جرائم الأموال، اليوم الجمعة، لطبيب التجميل الشهير الحسن التازي، المعتقل بالسجن المحلي بالدار البيضاء منذ 20 شهرا، على خلفية محاكمته في ملف "استغلال مرضى والاتجار بالبشر بمصحة يملكها". واعتبر التازي، ضمن مرافعته، أنه "يدافع عن اسم الملك الذي لا يخطئ (في منحه الوسام)"، مشيرا إلى أنه يتوفر على 75 شهادة و4 تخصصات وبراءة اختراع، وفق تعبيره. وقررت هيئة غرفة الجنايات الابتدائية تأجيل الجلسة إلى 24 نونبر الجاري، مع استدعاء المصرحين ضمن محاضر قاضي التحقيق، ذكر منهم القاضي 6 أسماء. تفاصيل مرافعة التازي نادى رئيس الهيئة علي الطرشي على الحسن التازي الذي وقف أمامه وعرض عليه التهم الموجهة إليه، ليبدأ التازي كلامه بتلاوة سورة الفاتحة، وقال: "لقد كنت انتظر هذه اللحظة على أحر من الجمر مدة 20 شهرا، لأدلي بما لدي وبالأرقام". وسجل طبيب التجميل جوابا على التهم الموجهة إليه، أنه لا علاقة له بتلك التهم بتاتا، معتبرا أن تهمة الاتجار بالبشر "عقوبتها ثقيلة، وبالنسبة لي لا وجود لها في هذه القضية، بل يجب تغيير لفظ الاتجار بالبشر بكلمة عتق البشر، لأننا عتقتنا مريضا تلو الآخر". وأضاف في كلمته التقديمية قبل أن توجه إليه أسئلة هيئة الحكم: "أنا سأدلي بما لدي في محاولة لإقناعكم رغم أن إقناع القاضي أمر صعب، وسأوضح أمورا غير مفهومة وأمور أخرى خُلقت في الملف ضمن محاولة لاستدراك الوضع". وقال الحسن التازي: "سأوضح لكم بالأرقام، ويمكن أن نتحدث عن المنفعة المالية وأوضحها لكم بالأرقام أنه لا وجود لها، نحن أمامكم للاطلاع على هذه الأمور جميعا، والدكتور التازي الكل يعرفه هل سيتأثر ب10 آلاف درهم مثلا؟". وتعليقات على ما قالته هيئة المحكمة بأن الأشخاص في هذا الملف "أمانة ثقيلة"، قال التازي: "هذه الكلمة أشعرتنا بارتياح لأننا نعلم أن لكم استقلالية ولا يجبركم أحد ولا يوجه لكم أي أحد تعليمات": وأردف: "نحن كأطباء لا نتلقى تعليمات من أحد، وأنتم لكم فراسة وفراسة المؤمن لا تخيب ولو كان أمامكم سيدنا الخضر هنا لبرئتموه بفراستكم". وأضاف: "شرفني جلالة الملك بوسام ملكي، وكان لا بد مني أن أدافع عن هذا الوسام لأنه يجسد ثقة الملك في شخصي، وسأعمل لأثبت أمامكم وأثبت لكم أن ثقة سيدنا كانت في محلها". واسترسل: "أنا أمامكم أدافع عن اسم جلالة الملك الذي لا يخطئ، وأؤكد لكم أنه لم يخطئ في حقي عندما شرفني بوسام ملكي"، مضيفا أنه "يتوفر على 75 شهادة و4 تخصصات وبراءة اختراع" . وأردف "قدمت مصحتي بأسرتها خلال فترة وباء كوفيد19، تنفيذا لتعليمات جلالة الملك الذي وصف الأطباء وكل من في الواجهة حينها، بالجنود، وكان شرف لي أن أكون واحدا من هؤلاء الجنود". والتفت إلى النيابة العامة قائلا: "لا يمكن أن تكون النيابة العامة خصما لي، سنتعاون معا للوصول إلى الحقيقة، وأؤكد لكم أنني لم أتوصل ولو بدرهم واحد مما عُرض". وأورد في سياق حديثه أمام هيئة الحكم، أنه "لم يكن يعلم كل التهم الواردة في الملف والوقائع الخطيرة به، لولا تمكينه الاطلاع على الملف من طرف قاضي التحقيق"، معبرا على الوضع بقوله "كنت في دار غفلون ل13 شهرا، لولا تمكينكم لي الاطلاع على الملف داخل السجن". في سياق متصل، ذكر اسم الممرضة "أ.ف" التي تعمل معه وهي سيدة متقدمة في العمر، قائلا: "أفتخر بأنها تعمل معي وتستحق أن أقبل يديها كل يوم لعمها ومصداقيتها وعلى الجميع أن يفتخر بهذه السيدة"، متسائلا "كيف يعقل أن نشكل عصابة للنصب؟".