تواصل محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الجمعة، النظر في ملف طبيب التجميل الشهير حسن التازي بالاستماع إلى المتهمين المعتقلين على ذمة هذه القضية، لكن ابرزهم في هذه الجلسة كان الطبيب التازي نفسه. واستمعت المحكمة إلى الطبيب التازي وشقيقه، والاثنان نفيا جميع التهم الموجهة إليهما، وهي جناية الاتجار بالبشر باستدراج أشخاص واستغلال حالة ضعفهم وحاجتهم وهشاشتهم لغرض الاستغلال للقيام بأعمال إجرامية (النصب والاحتيال على المتبرعين بحسن نية)، بواسطة عصابة إجرامية عن طريق التعدد والاعتياد، وارتكابها ضد قاصرين دون 18 سنة يعانون من المرض. وتتضمن لائحة الاتهامات أيضا جنحة الاستفادة من منفعة الأموال المحصل عليها عن طريق ضحايا الاتجار بالبشر مع العلم بجريمة الاتجار بالبشر، وجنحة المشاركة في النصب، وجنحة المشاركة في تزوير محررات تجارية واستعمالها، وصنع شواهد تتضمن وقائع غير صحيحة واستعمالها. ومثل الطبيب التازي أمام المحكمة، مرتديا قميصا أزرقا داكنا وسروالا متناسقا، متخليا عن صبغة شعره اذ غطا الشيب شعر رأسه بالكامل، بينما مثل شقيقه، الطاعن في السن، مرتديا لباسا فضفاضا عبارة عن "فوقية"، وطيلة جلسة الإستماع إليه كان منهارا وباكيا. وحين الاستماع إلى الطبيب التازي وذلك مباشرة بعد انتهاء الاستماع إلى شقيقه؛ بدأ حديثه أمام القاضي بقراءة سورة الفاتحة، وقال إنه "انتظر طيلة 20 شهرا بغية توضيحه وقائع هذا الملف"، فطيلة مدة اعتقاله "لم يستمع إليه قاض سوى لمدة 20 دقيقة فقط". وتابع "لحد الآن لم أستوعب ولم أفهم التهم المنسوبة إليه"، بالقول، "لا أفهم بتاتا علاقتي بهذه التهم لم تتضح لي الصورة بعد". وشدد المتهم على أن "الاتجار في البشر تهمة ثقيلة وعقوبتها كذلك"، وأكد "أنني أعتق البشر ولا أتاجر بهم، كل من ورد اسمه في هذا الملف حنا عتقنهم"، وأضاف مخاطبا القاضي، "اسمح لي أن أغير تهمة الاتجار بالبشر إلى عتق البشر "، وذكر أيضا "نعتق المريض رحمة من الله". ونفى الطبيب استغلال المرضى، وعلق على هذه النقطة أن "معنى كلمة استغلال هو الاستفادة" لكن أشدد على أن " في الواقع هناك خسارة لم تكن هناك منفعة مالية ويمكن اثبات ذلك بالأرقام". كما أنه طيلة الإستماع إليه، كرر عبارة جلالة الملك أكثر من مرة، بل وقال إنه "هنا يدافع عن اسم جلالة الملك"، وعبر عن افتخاره لكونه مغربي ولكونه حاملا الوسام الملكي؛ قائلا "الملك منحني وسام وأنا أدافع عنه، الوسام بمثابة ثقل على صدري كما أدافع عن اسم جلالة الملك". ثم أردف: "الملك لا يمكن أن يخطئ في حقي في منحي الوسام وانا هنا سأوضح لكم ذلك" وأوضح أن هذا الملف يتضمن "تهم ظاهرها جريمة وباطنها رحمة"، بحسب تعبيره، وعبر عن افتخاره كونه "أول عربي مسلم له براءة اختراع". واشار إلى أنه، " رفض تسجيل براءة اختراعه في امريكا، وأصر على تسجيله في المغرب"، لافتا إلى أنه "في كل سنة يؤدي عنه، لكن هذه السنة يتواجد في السجن"، فضلا عن حصوله على عشرات من الشواهد علمية هامة. وعرج التازي خلال الاستماع إليه، إلى دور النيابة العامة التي تمثل في هذا الملف الحق العام، وقال"لا يمكن أن تكون النيابة العامة خصما لي بل ستكون في صفي". وشدد للقاضي أنه "لم يكن يعلم كل هذا"، مشيرا إلى الوقائع التي يتضمنها الملف، وقال "إنه علم بهذه الوقائع حتى إطلاعه على الملف داخل السجن"، وصرخ: "كنت في دار غفلون طيلة هذه المدة سيدي القاضي". وذكر اسم الممرضة "آمنة.ف" التي تعمل معه وهي سيدة طاعنة في السن وهي متهمة في هذا الملفوقال "أفتخر بآمنة أنها تعمل معي وتستحق أن أقبل يديها كل يوم لعمها ومصداقيتها وعلى الجميع أن يفتخر بهذه السيدة"، وذكر كذلك اسم سعيدة متهمة أخرى، قال إنها تعلم كل شيء. وتساءل إن كان في حاجة إلى المحسنين الذي شكرهم على "الصدقة"، وقال "قدمت خلال فترة وباء كوفيد19 مصحتي بأسرتها تنفيذا لتعليمات جلالة الملك الذي وصف الأطباء وكل من في الواجهة حينها، بالجنود وكان شرف لي أن أكون واحدا من هؤلاء الجنود".