ببالغ الحزن والأسى و بقلب مؤمن بأقدار الله عشنا لحظات الزلزال الذي ضرب مجموعة من أقاليم بلدنا الحبيب وعشنا لحظات تلقي عدد الوفيات والجرحى قس على ذلك الخسائر المادية التي لحقت بهذه المدن والقرى لكن لامفر من قدر الله وقضاءه. أسأل الله تعالى أن يتقبل كل شهداء هذا الزلزال في أعلى عليين مع الشهداء والصديقين وأن ينزل الصبر والسكينة على كل الأهالي والاقرباء و أن يحفظ بلدنا و ملكنا وشعبنا من كل شر. لكن ما يؤسفني دائما في مثل هذه الكوارث هو غياب ضمير المسؤولين وغياب تحمل المسؤولية الكاملة لمواساة و إعانة المتضررين والوقوف بجانبهم ليحس الجميع أننا شعب واحد وجسد واحد وليس هناك في مثل هذه الأحداث فرق بين الحاكم والمحكوم. تألمت كثيرا عندما رأيت فيديو فيه شاحنة نقل الخضر والبهائم تحمل فيها جثث الشهداء الذين كان أكثرهم يعيش الفقر والتهميش في حياتهم ولم يحترموا في مماتهم فتساءل عقلي الحائر أين هي سيارات الإسعاف المدنية والعسكرية التي نراها على شاشة التلفاز وتغيب في أماكن الزلزال. كل الفيديوهات والصور التي نشرت لحد كتابة هذه السطور فيها غياب تام لمصالح الوقاية المدنية و المنتخبون و الجماعات المحلية وغيرها من المصالح التي يجب أن تكون حاضرة في كل البقع التي حل بها الزلزال. سؤال آخر يطرح نفسه في مثل هذه المناسبات وهو المساعدات المالية التي تتقاطر من الداخل والخارج من أجل مساعدة الضحايا والنهوض بالمدن والقرى المنكوبة من بناء المستوصفات وتأهيل المدارس الخربة وتعبيد الطرق وما تبقى من المساعدات يمكن استعمالها في إنشاء تعاونيات تخرج المرأة من جهلها وفقرها ودروس الدعم والتقوية للأطفال و شراء أدوات المدرسة والدرجات للتنقل بها وغيرها. لا زلت اتذكر المساعدات المادية والمالية الكبيرة التي أرسلت أثناء زلزال الحسيمة في2004 واعتقدت أن الحياة في مدينة الحسيمة ستتغير إن تم استعمال وترشيد كل تلك الأموال التي تساقطت على المدينة لكن مع الأسف لاتزال مدينة الحسيمة والقرى التابعة للإقليم تفتقد إلى كثير من المرافق الحيوية كمستشفى كبير ومجهز بكل ما يحتاجه وجامعة أو مدرسة عليا وبعض الشركات للتقليل من البطالة والهجرة السرية مع تطوير وسائل استقطاب السياح وتأهيل الميناء البحري عبر مساعدة الصبادبن الصغار والمتوسطين ... وكما لا حظنا في زلزال الحسيمة نلاحظه الآن فيما يخص تنظيم جمع المساعدات التي يتقدم بها المغاربة الكرام وننشاد السلطات المعنية بالتدخل وتنظيم تلقي وتوزيع هذه المساعدات حتى تصل إلى مستحقيها مع الأخذ بعين الاعتبار التعليمات الملكية السامية التي ما تفتؤ تحث كل المعنيين من مسؤولين وغيرهم بالقيام بواجبهم الوطني والوظيفي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومساعدة من يستحق المساعدة والضرب على يد الناهبين والمسترزقين على حساب الضحايا من الأحياء والأموات! وختاما أتقدم بالشكر الجزيل لملكنا محمد السادس حفظه الله ورعاه على الرعاية السامية لكل صحايا هءا الزلزال والتعليمات ااملكية لكل من يهمهم الأمر، كما أشكر وأحيي كل أفراد شعبنا العظيم الذين أبانوا على تضامنهم وتعاطفهم وتفانيهم في إنقاذ ومساعدة ضحايا الزلزال.كما أناشد جميع المسؤولين أن يتحملوا المسؤولية الكاملة واحترام التعليمات الملكية من أجل توزيع وترشيد كل المساعدات العينية والمالية لتحسين الأوصاع المعيشية و الصحية والعلمية وتوفير المرافق الحيوية لكل الضحايا و التي تدخل في إطار الحقوق الدستورية والشرعية لكل مواطن مغربي ذو كرامة في بلدنا الحبيب. عبد الحميد العايدي هولندا.