رغم الدمار والخسائر الكبيرة في الأرواح التي تسبب فيها زلزال الحوز والتي بلغت إلى حدود أمس الاثنين 2862 قتيلا، وآلاف الجرحى والمشردين، إلا لهذه الكارثة الطبيعية، إيجابيات أيضا تتجلى في تدفق المياه الجوفية وانتعاش الفرشة المائية. ووثق مواطنون بالمناطق التي شهدت الزلزال، خصوصا بإقليم الحوز نواحي مراكش، وأيضا بتارودانت وورزازات ومناطق أخرى بالأطلس الكبير، انفجار ينابيع مياه، وظهور شلالات غزيرة للمياه الجوفية، وعودة المياه إلى عيون ويؤكد علماء الجيولوجيا، وجود علاقة بين الهزات الأرضية والمياه الجوفية، حيث أن حركية الأرض تخلق فجوات تجعل الفرشة المائية تجد طريقها إلى السطح وهذا ما يؤدي إلى تفجر للمياه السطحية على شكل ينابيع جديدة تظهر فجأة. في هذا الإطار، قال محمد بلفول أستاذ الجيولوجيا بجامعة ابن زهر، إن هذه الظاهرة طبيعية وكانت منتظرة، وتحدث في معظم الجبال والمناطق التي تشهد تساقطات مطرية وثلجية كثيفة، بحيث تتسرب المياه الجوفية المخزنة في الصخور الكلسية بفعل الضغط الناتج عن الزلزال. وأضاف بلفول، في حديث مع جريدة "العمق"، أن تحرك الكسور والتصدعات بفعل الضغط الناتج عن الزلزال، يجعل من المياه الجوفية المخزنة في الأعماق، تتسرب في الشقوق، مضيفا أن انفجار عدد من الينابيع بعد الهزة الأرضية بالحوز كان منتظرا ومفيدا. وسجل المختص في الزلازال، أن دوام جريان هذه الينابيع، مُرتبط بكمية المياه المخزنة في الأعماق، وهل كانت تتسرب من قبل بوتيرة بطيئة، مضيفا أن في المناطق التي تستقبل كميات مهمة من الأمطار، والثلوج وبها صخور كلسية يمكن أن تخزن كميات مهمة من المياه. وأشار الأستاذ الجامعي، إلى أن الصخور الكلسية تسهل تسرب مياه الأمطار والثلوج إلى عمق الأرض، في حين أن الصخور الطينية تلعب دور المحافظة على هذه المياه في مستوى معين، مؤكدا أنه يصعب خروج المياه الجوفية دون حدوث الزلزال.