لم تكن ساكنة الريف تتوقع أن للزلزال وهزاته الارتدادية، التي حولت ليلهم إلى نهار وقضّت مضاجعهم، وقع إيجابي كذلك على بعض مناحي حياتها، خاصة ما سجلته من ارتفاع لمنسوب المياه في عدد من الآبار التي كادت تنضب بسبب قلة التساقطات المطرية هذه السنة. وتفاجأ عدد من المواطنين، خاصة القاطنون منهم بالمناطق الريفية والقروية، من ارتفاع منسوب المياه داخل الآبار بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، حيث عَمَد عدد منهم إلى ربط الأمر بالهزات الأرضية المُتتالية منذ أزيد من شهر. وعن علاقة الهزات الأرضية بالمياه الجوفية واندفاعها نحو الآبار، أكد الدكتور علي شرود، أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم بالراشيدية، أن العلاقة بين الحدثين وثيقة ومؤكدة، مشيرا إلى أن حركية الأرض تخلق فجوات تجعل الفرشة المائية تجد طريقها إلى السطح. الباحث الجيولوجي أشار، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن المناطق التي تتواجد فيها الفوالق تتمتع بمياه أوفر، لافتا إلى أن منطقة الريف تتوفر على المياه وأي تحرك أو حركية جيو دينامية خارجية للأرض تحرك الفوالق وتمكن المياه السائلة من تتبع مناطق الضعف، ممثلة في الفوالق والحفر والثغرات. وأبرز المتحدث أن دراسة المياه الجوفية تتطلب دراسة جيولوجيا الطبقات الأرضية لمعرفة الصخور التي تمر منها، موضحا أن الصخور الحافظة للمياه الجوفية تسمح بحرية تحرك وتخزين المياه؛ كالصخور الرملية والجيرية "الكالْكير". الأستاذ الجامعي تابع بالقول إن هناك صخورا مائعة متمثلة في الصخور الطينية والكوارتز غير مُمرِّرة للماء، حيث تتمتع بأهمية كبيرة في البحث عن المياه الجوفية، وتحبسها وتمنعها من التسرب إلى أعلى أو إلى الأعماق، وإذا وجدت فوق أو تحت طبقات مائية تسمى بالمياه الحبيسة أو المياه المقيدة. الباحث خلص إلى أن حركية الأرض لمدة تفوق شهرا تخلق جيودينامية بالمناطق المحيطة بالحسيمة والناظور وزايو وغيرها، أصلها الفوالق النشيطة التي بإمكانها تحرير المياه الحبيسة أو المحفورة منذ مدة بين الصخور المائعة.