قالت صحيفة "لوموند" إنه على الرغم من تصدر الكتلة اليمينية في إسبانيا المكونة من حزب الشعب بقيادة ألبرتو نونيز فيجو، وحزب فوكس اليميني المتطرف، لنتائج الانتخابات التشريعية التي شهدتها إسبانيا، إلا أن رئيس الحكومة المنتهية ولايتها بيدرو سانشيز، يأمل في البقاء بالسلطة بفضل لعبة التحالفات. وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لحزب الشعب اليميني، الذي كان يطمح للحصول على 150 مقعدا، تبدو الأغلبية بعيدة المنال، حتى في حالة التحالف مع حزب فوكس اليميني المتطرف، الذي حصل على 33 معقداً، وحل في المركز الثالث، متقدماً على حركة سومار اليسارية، المتحالفة مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته سانشيز، والتي ستحصل على 31 مقعدا. وبالتالي، ستحصل الكتلة اليمينية على 169 مقعدا، بعيدا عن الأغلبية المطلقة وهي 176 مقعدا في إسبانيا. من ناحية أخرى، تبدو الكتلة اليسارية، التي من المحتمل أن تضم 154 مقعدا، في وضع أفضل للبقاء في السلطة، وذلك بفضل دعم العديد من التشكيلات الصغيرة الباسكية والكاتالونية. فالنتيجة التي حصل عليها الحزب الاشتراكي والتي تعد أفضل بكثير مما كان متوقعا، تضعنا أمام سيناريوهين اثنين: إما بقاء سانشيز رئيساً للحكومة، أو انتخابات جديدة. وتابعت "لوموند" القول إن ألبرتو نونيز فيجو، يريد أن يحكم بصفته الفائز في الانتخابات، ولكن بدون أغلبية مطلقة، وسيكون في مواجهة امتناع الاشتراكيين، خلال التصويت على تنصيبه في البرلمان. لأنه بالنظر إلى النتائج، يبدو أن بيدرو سانشيز قادر على جمع 172 نائبا باسمه أكثر من زعيم حزب الشعب، وبالتالي يمكن إعادته إلى السلطة، بشرط ألا يصوت الحزب الانفصالي الكاتالوني ضده. خلافا لذلك، فإن إسبانيا، التي شهدت بالفعل أربع انتخابات عامة بين عامي 2015 و2019، ستجد نفسها في وضع جديد من الجمود السياسي وقد يُحكم عليها باقتراع جديد. ورأت الصحيفة أنه إذا احتفظ اليسار بالسلطة، فستكون مفاجأة كبيرة بالنسبة لجميع استطلاعات الرأي المنشورة حتى يوم الاثنين، والتي توقعت بقوة فوز المحافظين بعد هزيمة اليسار في الانتخابات المحلية في شهر مايو الماضي. فهذا الفشل هو الذي جعل بيدرو سانشيز يستفيد من التعبئة القوية لليسار، حيث وصلت المشاركة إلى أكثر من سبعين في المئة، أي أربع نقاط أكثر مما كانت عليه خلال الانتخابات الأخيرة في نوفمبر من عام 2019. صوّت ما يقرب من 2.5 مليون إسباني من أصل 37.5 مليون ناخب محتمل، بشكل ملحوظ عن طريق البريد، وهو رقم قياسي يرجع إلى حقيقة أن هذه الانتخابات كانت الأولى التي تم تنظيمها في منتصف الصيف. ومضت "لوفيغارو" موضحة أن إسبانيا كانت تنتظر بشدة نتائج هذه الانتخابات التشريعية التي خضعت أيضا للمتابعة عن كثب في أماكن أخرى من أوروبا، بسبب احتمال وصول تحالف اليمين إلى السلطة. وهو السيناريو الذي يمثل عودة اليمين المتطرف إلى السلطة في إسبانيا للمرة الأولى منذ نهاية ديكتاتورية فرانكو في عام 1975. وكان السيد فيجو قد قال بعد التصويت إنه يأمل في أن تبدأ إسبانيا "حقبة جديدة". وتعد هذه الانتخابات مهمة جدا لإسبانيا وللأوروبيين. وقد جعل سانشيز من حزب فوكس فزّاعة من أجل اللعب على الخوف من اليمين المتطرف. واعتبر أن تشكيل حكومة ائتلافية بين حزب الشعب وفوكس "لن يكون انتكاسة لإسبانيا من حيث الحقوق فحسب، بل سيكون أيضا نكسة خطيرة للمشروع الأوروبي". ففي عمود نُشر يوم الأحد بصحيفة لوموند، قدّر رئيس الوزراء البريطاني السابق من حزب العمال غوردون براون، أن دخول حزب فوكس إلى الحكومة "سيكون له تداعيات على القارة بأكملها" في أوروبا.