توفي ليلة الأربعاء الخميس أيقونة الصحافة الرياضية امحمد عزاوي، عن عمر يناهز 69 عاما عقب صراع مع المرض، بعدما كان قد بصم على مسار حافل في العمل الإذاعي الرياضي، منشطا لبرنامج "الأحد الرياضي" المتخصص في أخبار الرياضة. يعد الراحل العزاوي من الرواد الذين حافظوا على مسار الصحافة الرياضية في المغرب خصوصا عندما يتعلق الأمر ببرنامج الأحد الرياضى، والتعليق على أول ملحمة تاريخية لكرة القدم المغربية في ميكسكو 86 رفقة الإعلامي سعيد زدوق، وليلة تكريم نجوم ألعاب القوي وعلى رأسهم سعيد عويطة. امتلك العزاوي كل المقومات ليكون واحدا من الإعلاميين المغاربة الذين اقترن صوتهم النافذ بتاريخ الإعلام الرياضي الإذاعي بالخصوص، حصد تفوقا غير مسبوق على الإعلام الرياضي التلفزي بجوار طبعا آخرين، لأنه يتوفر بالإضافة إلى ثقافته العالية جودة الصوت والفصاحة/ ومع ذلك لم ينل الحظوة التي يستحقها نظرا لخبراته المتراكمة على الرغم من كونه قد شغل منصب رئيس مصلحة الرياضة بالإذاعة قبل أن يتم تعيينه رئيسا للقسم الرياضي بالإذاعة، ليصبح مكلفا بمديرية الإنتاج والبرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. الإعلامي الرياضي إبراهيم فلكي قال في تصريح لجريدة "العمق"، "بدأت علاقتي بالفقيد من السبعينيات حيث كان الرحال طالبا بالمعهد العالي وكنت أنا طالبا بكلية الحقوق، كان الرجل خجولا متواضعا يحب عمله وقد قدم لأجل ذلك تضحيات". وأضاف الفلكي في حديثه ل"العمق"، "لقد عملت إلى جانب العزاوي في محطات عالمية دولية كألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1983 والألعاب العربية والأولمبية ومنافسات كأس العالم كان مافحا صبورا بقيم الصدق والإخلاص، ولما تسلم مشعل مصلحة الرياضة بالإداعة منح كل جهده ووقته للأداعة والرياضة". يقول أحد الزملاء العاملين بالصحافة المكتوبة والذين نظمت لهم زيارة مبنى الاذاعة المغربية، ومن ضمن ما تضمنه تقريره وانطباعاته عن الزيارة والخاص بقطاع الرياضة الذي يترأسه الإعلامي امحمد العزاوي: «بمبادرة فيها الكثير من الشفافية والانفتاح – فتح الزملاء عبد الرحيم أبو المواهب، رئيس قطاع الاتصال والعلاقات العامة بالشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة، وامحمد العزاوي رئيس القسم الرياضي بالإذاعة الوطنية، وأنيس سعيد، رئيس قسم الرياضة بالقناة الأولى- باب دار لبريهي مؤخرا. لم تفتح الأبواب فحسب، بل فتحت لنا قلوب كل المسؤولين والعاملين، ووقفنا على خلايا نحل في كل الاستوديوهات والردهات، ووقفنا بصدق على أننا في رحاب مهنة المتاعب بامتياز، حيث لاحق في الوقت المستقطع، ولا عذر للخوف من أحدث التطورات التكنولوجية التي يتطلبها مجال السمعي البصري. الزيارة، كانت بدايتها من الإذاعة، حيث كانت البداية، وحيث تم الوقوف على الكثير من الوجوه الاذاعية التي شكلت هويتها من خلال تلك النبرات الصوتية القوية، القادرة على النفاذ إلى الكثير من القلوب. والجميل، أن لكل من المستمعين الحق في رسم الصورة التي يريدونها للإذاعي أو الإذاعية. في الإذاعة وقفنا على زملاء لنا في القسم الرياضي، القيدوم عبد الفتاح الحراق والخلف القادم بقوة سعيد الداودي، عادل العلوي، عزوز شخمان". امحمد العزاوي أكد أنه لايخاف منافسة الإذاعات الخاصة لأنه وبكل بساطة يمتلك وسائل تقنية عالية مكنت قسم الرياضة بالإذاعة الوطنية من ولوج كل البيوت بنقاء تام وبمهنية كبيرة جعلت للإذاعة تلك الحظوة، وذلك الاحترام الذي لابد منه من طرف المتلقي. العزاوي، وهو يتحدث عن قوة الإذاعة الوطنية في قسمها الرياضي، تحدث عن تحدي ركوب البرامج المباشرة، وعن صدقية الخبر، واحترام المستمع بعدم السماح بالكلمات القدحية، وذلك التنابز بالألقاب، مضيفا أنه يهتم في المرتبة الأولى بالخبر الوطني. هذا هو امحمد العزاوي خريج المعهد العالي للصحافة، وبعد التحاقه بالاذاعة بدأ مساره المهني بإذاعة فاس الجهوية، نشط مجموعة من البرامج وتخصص في المجال الرياضي، تتبعه المستمعون من خلال نقله المباشر لمقابلات المغرب الفاسي من ملعب الحسن الثاني، طبع عمله بالجرأة والحماسة في الوصف والتعليق، بعد سنوات التحق بالقسم الرياضي بالاذاعة المركزية بالرباط، الذي كان يترأسه الراحل نور الدين اكديرة. اشتغل الى جانب الراحل محمد الأيوبي والمهدي ابراهيم وابراهيم الفلكي وعبد الفتاح الحراق، وبعد رحيل نور الدين اكديرة عين على رأس مصلحة الرياضة. توفق بشكل كبير في المحافظة على صيرورة والنهج المسطر لمسار المصلحة، كما توفق في طبعها ببصماته التي سيحتفظ بها التاريخ. وختم امحمد العزاوي مساره المهني الاذاعي بتعيينه مديرا مركزيا على الانتاج والبرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ويعتبر المهتمون هذا التعيين تكريما للمسار الحافل لهذه الكفاءة الاعلامية المتميزة قبل أن يرحل ليلة الأربعاء الخميس تاركا ألما وحزنا كبيرا في الأوساط المغربية.