شهدت الأقاليم التابعة لجهات درعة تافيلالت ومراكش آسفي وسوس ماسة درعة، خلال الأيام السبعة الماضية، تساقطات مطرية قوية وعواصف ثلجية هامة، أثرت بشكل كبير على حركة السير والجولان وفرضت عزلة تامة على عدد من المدن والقرى. الظروف المناخية الصعبة وما تسببت فيه من عزل مناطق بأكملها، استدعت تعبئة استثنائية وغير مسبوقة لفرق الصيانة وإزاحة الثلوج بغية فك العزلة عن حوالي نصف مليون نسمة في عشرات الجماعات الترابية، لاسيما وأن سمك الثلوج تجاوز في بعض المناطق 150 سنتمترا. وعلى إثر هذه التساقطات، سخرت مديريات التجهيز كل المعدات والحاجيات الضرورية من أجل إزاحة الثلوج وتحرير الطرق، وساهمت التدخلات المتواصلة ليل نهار لفرق الصيانة وإزاحة الثلوج التابعة لوزارة التجهيز والماء، في فتح 57 محورا طرقيا من أصل 60 شملتها الانقطاعات بسبب الثلوج والأمطار العاصفية، فيما لازالت المجهودات متواصلة لفتح 3 محاور طرقية متبقية بتنسيق مع السلطات المحلية بمختلف الأقاليم. ووفق المعلومات الصادرة عن وزارة التجهيز والماء، فقد مكنت تدخلات فرق الصيانة وإزاحة الثلوج وفك العزلة عن حوالي 434 ألف و777 نسمة ب55 جماعة ترابية موزعة على 12 إقليما، ويتعلق الأمر بكل من الحوز، وورززات، وتارودانت، تنغير، ميدلت، شيشاوة، طاطا، كلميم، الرشيدية،وزاكورة، اشتوكة وإنزكان. وكشف ذات الوزارة، أن هذه العملية شهدت تعبئة غير مسبوقة من موارد بشرية ولوجستيكية في مدة زمنية قصيرة،حيث تشكلت سواعد فرق الإنقاذ من 255 من المهندسين والتقنيين وسائقي الآليات والعمال، بالإضافة إلى 105 آلية من شاحنات وكاسحات ونافخات الثلوج وآليات التسوية وآليات الشحن والحفر والجرافات. وبالإضافة إلى ذلك فقد تم دعم المناطق التي عرفت كثافة الثلوج بآليات إضافية خاصة بإزالة الثلوج ذات السمك الكبير من المديريات الترابية بالأطلس المتوسط، لتسريع عمليات التدخل الميدانية. وبالرغم من كل هذا، إلا أن هذا التدخل واجهته جملة من التحديات والإكراهات، المتمثلة أساسا في تكرار العواصف الثلجية مصحوبة برياح قوية، ما شكل في بعض الأحيان عائقا أمام فرق إزاحة الثلوج، ما دفع بهم الى فتح بعض المحاور الطرقية مرات عديدة، مع تسجيل ارتفاع منسوب مياه الأودية بسبب الفيضانات مما يحول دون فتح بعض المقاطع الطرقية. وجدير بالذكر، أن فرق الصيانة وإزاحة الثلوج، لازالت تواصل تدخلاتها الاستثنائية لإعادة فتح عدد من الطرق والمسالك المتضررة في وجه حركة السير عدد من المناطق التي شهدت تساقطات مطرية وثلجية كثيفة.