يثير الانقطاع المتكرر لبعض الأدوية الهامة من االصيدليات المغربية، قلق شريحة كبيرة من المغاربة، خاصة من تلك التي تعاني أمراضا مزمنة لا يمكنها العيش دون أدوية، وهو ما يهدد بتفاقم الوضع الصحي للعديد من المرضى، بل قد يتطور الأمر ليشكل خطورة على حياتهم. وفي هذا الصدد، أثار البرلماني إدريس السنتيسي، رئيس فريق الحركة الشعبية بمجلس النواب، مسألة اختفاء بعض الأدوية، معتبرا أن ظاهرة انقطاع الأدوية من الصيدليات باتت تثير الكثير من القلق، إذ يشتكي العديد من المواطنين من اختفاء العديد من الأدوية، حيث لم يتمكنوا من العثور عليها رغم أنهم يحتاجونها في علاج مختلف الامراض خاصة المزمنة منها. ودعا السنتيسي في سؤال شفهي وجهه لوزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب، إلى الكشف عن الإجراءات والتدابير التي ستتخذها وزارته من أجل توفير العديد من الأدوية المختفية، إنقاذا لأرواح المرضى وتخفيفا من معاناتهم ومعاناة ذويهم، مبرزا أن حالة من التذمر لدى الأسر المغربية، تسود من الغياب المستمر لعدد من الأدوية في الصيدليات. ومن أبرز الأدوية التي أكد السؤال الشفهي اختفاء من الصيدليات، دواء "ليفوثيروكس"، المضاد لمرض قصور الغدة الدرقية، هذا الدواء الذي يعتبر من الأدوية التي تلازم المريض طيلة حياته، الامر الذي سينجم عنه تفاقم الوضع الصحي للمصابين بهذا المرض، مستفسرا عن سبب هذا الاختفاء المفاجئ لهذا الدواء، وما هي الإجراءات والتدابير التي سيتم اتخاذها لتوفير هذا الدواء بالصيدليات؟. إقرأ أيضا: تطورات قضائية في ملف "ليفوثيروكس" بفرنسا تتزامن مع اختفائه من الصيدليات المغربية وكان عدد من المتضررين قد كشفوا عن اختفاء دواء "ليفوتيروكس"، (LEVOTHYROX) الخاص بعلاج أمراض الغدة الدرقية من الصيدليات المغربية، وهو ما أثار غضب العديد من المرضى، مبرزين أن انقطاع هذا الدواء دون سابق إنذار يعمق معاناتهم، ويجعلهم عرضة لمضاعفات صحية عديدة. وأكد هؤلاء أن هذه ليست المرة الأولى التي يختفي فيها الدواء المذكور من الصيدليات، مطالبين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالتدخل وتحمل مسؤوليتها في توفير العلاج للمرضى. وإلى جانب ذلك، ذكَّر المتضررون بالقانون 04-17، الذي يلزم المختبرات بتوفير مخزون احتياطي لمدة 3 أشهر من كل دواء، مطالبين وزارة الصحة بالتدخل من أجل إلزام المختبرات المعنية بالتقيد بمقتضيات هذا القانون ومراقبة مدى احترامها له. وكانت النائبة البرلمانية عن دائرة أكادير إداوتنان، نعيمة الفتحاوي، قد وجهت، خلال نونبر المنصرم، سؤالا كتابيا إلى الوزير خالد أيت الطالب، دقت فيه ناقوس الخطر بشأن اختفاء دواء "LEVOTHYROX" للأسبوع الرابع على التوالي من الصيدليات، مؤكدة أن "الاختفاء المفاجئ لهذا الدواء من الصيدليات المغربية فاقم معاناة مرضى الغدة الدرقية، وجعلهم عرضة لمشاكل صحية عدة". وشددت عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بمجلس النواب على أن "استمرار غياب هذا الدواء بالصيدليات يهدد حياة المرضى، خاصة وأنه يقوم بأداء وظيفة الغدة الدرقية بالنسبة لمن يعانون خللا فيها"، مشددة على أنه "كأي دواء لمرض مزمن، يحث الطبيب المعالج مرضى الغدة على تناوله يوميا في أوقات معينة، وبانتظام ودون انقطاع لتعويض وظيفة الغدة الدرقية". وتبعا لذلك، تساءلت الفتحاوي عن الأسباب التي تقف وراء عدم تفعيل المقتضيات القانونية والتنظيمية لتوفير مخزون الدواء موضوع السؤال، مطالبة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية باتخاذ إجراءات مستعجلة من أجل توفير الدواء المذكور وجعله في متناول مستعمليه.