كرة القدم لعبة رياضية للتعارف والتقارب والسلم، سواء تعلق الأمر بنهائيات كأس العالم أو بأي بطولة أخرى ... ومباراة اليوم الثلاثاء التي ستجمع المنتخبين الإسباني والمغربي يجب أن نجعل منها لحظة ابتهاج واستمتاع بالتنافس الشريف واللعب النظيف والفن الكروي، ومناسبة لإبراز أخلاق المغاربة و تحضرهم وانفتاحهم على العالم ، وفرصة للتقارب بين الشعبين الجارين، وتعزيز روابط الصداقة وحسن الجوار التي تجمعهما ، وليست فرصة للاصطدام وتبادل النعوت القبيحة التي تعكر أجواء الفرحة، وتخلق خصومات وصراعات تسر وتخدم أعداء المغرب ... انهزام في مباراة رياضية هو انهزام في مبارة رياضية فقط، وليس انهزام في حرب أو في مسيرة التنمية التي قطعنا فيها أشواطا كبيرة وطويلة والتي حققنا فيها مكاسب مهمة جدا، تحت قيادة ملوك المغرب، وخاصة خلال العقدين الأخيرين، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، والتي من الواجب علينا الحفاظ عليها بمسؤولية والعمل بجدية وإخلاص وذكاء من أجل تعزيزها وتحقيق المزيد منها ... لذا أتمنى أن يكون االجمهور المغربي في المستوى المطلوب أخلاقا وسلوكا ومعاملة، وأن يتحلي بالروح الرياضية الكاملة، ويتفادي أي سلوك مشين أو غير لائق قبل وأثناء وبعد المباراة وفي جميع الحالات سواء انتصرنا أو أنهزمنا ... أنظار العالم اليوم متجهة نحو هذه المباراة، لعبا وسلوكا ومعاملة وأفعالا وأقولا ... لقاء اليوم هو امتحان للشعبين وفرصة لتنقيط جميع الأطراف : مسؤولين، جمهور، متفرجين ، لاعبين، مدربين إعلاميين، وغيرهم لكلا البلدين ... سمعة بلدنا طيبة، الحمد لله، ويجب تظل كذاك ... لذا من واجب كل المغاربة أينما وجدوا استحضار، في كل وقت وحين، المصالح العليا للمغرب، التي تحظى بالأولوية والتي تبقى دائما فوق كل اعتبار ... وفي الختام أقول للمغاربة وللجميع : فرجة ممتعة و حظ سعيد لمنتخبنا الوطني الذي استطاع أن يجلب أنظار العالم والذي شرف المغرب والمغاربة بنتائجه المستحقة وأدائه الممتاز والرائع في دولة قطر الشقيقة.