اعتبرت ليلي سماتي، الإعلامية الجزائرية الشهيرة في شبكة الجزيرة الرياضية، أن مباراة المنتخبين المغربي والجزائري فرصة لتقديم صورة راقية تعكس المستوى الحضاري للبلدين وقالت ليلى سماتي في حوار مع "الصباح الرياضي" في قطر، إن الروح الرياضية هي التي يجب أن تسود وتفوز في الأول والأخير، مؤكدة أن الشعبين الجزائري والمغربي كانا على الدوام إخوة تربطهما علاقات تاريخية وثقافية واجتماعية قوية، وبالتالي يجب على الإعلام أن يؤدي دوره على أكمل وجه لترسيخ هذه العلاقات لا المس سلبا بها. وفي ما يلي ندرج فقرات من الحوار: بداية، كيف ترى ليلى سماتي المباراة المرتقبة بين المنتخب المغربي ونظيره الجزائري يوم الأحد المقبل؟ الأكيد أنني أنتظر هذه المباراة بفارغ الصبر، لأستمتع بهذا الديربي العربي الخالص، وأنا على يقين أن المباراة ستكون حماسية وقوية، بالنظر للتقارب الكبير بين المدرستين الكرويتين المغربية ونظيرتها الجزائرية، كما أن المنتخبين يعرفان بعضهما البعض جيدا، ولطالما قدما أداء كرويا راقيا وأمتعا الجماهير العربية والعالمية. أيضا أقر أن المهمة لن تكون سهلة للطرفين، لكن الفرجة مضمونة وكل الإعلاميين الرياضيين سيستمتعون كثيرا. لدي أصدقاء كثر من الإعلاميين المغاربة وأعتز بصداقتهم، وسبق لي أن زرت المغرب، وأعجبت كثيرا بهذا البلد، كما أن البرنامج الذي كنت أقدمه على التلفزيون الجزائري خلال بداياتي المهنية (أرقام وتعاليق) كان يلاقي أيضا نجاحا في المغرب. أتمنى من كل قلبي أن يقوم الإعلام بواجبه على أكمل وجه وفق أخلاق هذه المجال. ولكن ماذا عن رأي ليلي الجزائرية هذه المرة؟ بكل صراحة مثل كل مواطن ومواطنة جزائرية أتمنى لمنتخب بلادي الفوز في هذه المباراة، فنحن بحاجة للفوز، لأنه سيساهم بكل تأكيد في عودة الكرة الجزائرية إلى سابق عهدها وتألقها، وسيشكل أيضا خطوة هامة في مسار البحث عن التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا لأمم. لقد بدأ المنتخب الجزائري في العودة إلى الساحة القارية والعالمية، وأكد ذلك بكل جدارة عندما تمكن من الوصول إلى نهائيات كأس العالم التي أقيمت في جنوب إفريقيا الصيف الماضي، وهنا أود التأكيد على أن وصولنا إلى جنوب إفريقيا لم يكن بضربة حظ أو وليد الصدفة، بل جاء ثمرة عمل جاد وممتاز ساهم فيه الجميع. أود أن أوضح أمرا في غاية الأهمية، أنا مواطنة جزائرية مستعدة للتضحية بحياتي في سبيل بلدي والدفاع عن كرامته وسيادته، لكن أعود لأقول أننا لا يجب أن نعطي هذه المباراة أكثر من حجمها، ونقع في الأخطاء، فأنا على الدوام كنت أعتبر الجزائر والمغرب جسما واحدا وبينهما تقارب كبير وأخوة شعبية صادقة راسخة وضاربة في عمق التاريخ، لهذا لا يجب أن نحيد عن هذا السياق، وهنا أشير إلى أن الإعلام يجب أن يلعب دوره الحقيقي، سواء الجزائري أو المغربي، أي أن نساهم بشكل فعلي في تنوير الرأي العام الرياضي وجعل الروح الرياضية هي السائدة، فمن غير المقبول بتاتا أن نمنح مباراة أكثر من حجمها الطبيعي ونسمح لها بالتأثير، لا قدر الله، على علاقة الأخوة المتينة بين الشعبين والتي أشرت إليها سابقا، وباختصار أتمنى الفوز للأفضل والأكثر جاهزية بين المنتخبين، إذا فاز المغرب سأقول لأصدقائي وإخواني المغاربة ألف مبروك، والأمر ذاته إذا انتصر منتخب الجزائر، ورجائي هنا أن نجعل من هذه المباراة فرصة لتعزيز أخوتنا وأصالتنا وفسحة رياضية للمتعة ننسى خلالها همومنا اليومية ونستمتع بطبق كروي مغاربي خالص. لطالما كانت مباراة منتخبات شمال إفريقيا أكثر من مجرد مباريات كروية، وخير دليل ما وقع بين الجزائر ومصر قبل وبعد مباراة أم درمان الشهيرة؟ أعتقد أن ما حدث بين الجزائر ومصر كان نتيجة تهور إعلامي غير مسؤول. شخصيا لم أرغب ولن أسمح لنفسي أبدا في الدخول في مثل هذه التفاهات. صحيح أن حب الفوز أمر مشروع وشرعي لكل مواطن في أي بلد، لكن شريطة ألا يتم المس بكرامة وتاريخ وعزة البلد الآخر، كما قلت ما وقع خلال مرحلة مباراة أم درمان كان نتيجة التهييج الإعلامي الفج، واستغله بعض أصحاب القلوب غير الصافية، فأنا مواطنة جزائرية حفيدة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حرية واستقلال بلدهم لن أقبل من أي كان أن يمس كرامة بلدي، أما بالرجوع إلى سؤالك، فأعتقد أن التقارب الثقافي وتشابه العادات تجعلان المنافسة على أشدها بين منتخبات هذه المنطقة الجغرافية، كما أننا نشهد طفرة رياضية عامة وكروية خاصة في هذه البلدان، لهذا من الطبيعي أن يشتد الحماس وتزداد رغبة الجماهير في الفوز. لكن أعود لأذكر أن المغرب والجزائر وتونس امتداد لثقافة واحدة أصيلة ومتجذرة، صحيح هناك خلاف في بعض الأحيان، لكن هذه سنة الحياة، ويجب علينا أن نعرف جيدا كيف ندبر اختلافنا بصورة حضارية بعيدا عن التعصب والقوة. سأكون صريحة معك، وأقول لك إنني أعشق الوجه الحضاري للمغرب، والقفزة السياحية الكبيرة التي يشهدها، وهذا يعني أن ليلي سماتي هي بنت المغرب العربي، التي ترغب في أن ترى تعاونا حقيقيا بين بلدان المنطقة، وتكاملا على جميع الأصعدة، بالتأكيد أنني سأغضب إذا انهزم المنتخب الجزائري، لكن ما يهمني في آخر المطاف هو أنني أرغب في الاستمتاع بمباراة تفوز فيها الروح الرياضية بالدرجة الأولى، ويحاول فيها كل إعلامي من جانبه الابتعاد عن تهييج الجماهير ومحاولة إخراج المباراة عن سياقها الرياضي.