الهدوء يعم المكان ، أصبحت الآن وجهاً لوجه أمام أفكاري لا أحد سيخلصني منها لا أحد بمقدوره أن ينقذني من هذه المعركة التي ستكون من دون شك طويلة ومرهقة للبدن والعقل..أصبحت ألان وحدي وسط ظلمة كاحله..نعم فقد نام الجميع إلا أفكاري فهي تأبى أن تهدأ أو أن تنام وضعتُ رأسي فوق الوسادة فصرت أبحثّ لها عن مخدر أو مسكّن لكنِّي لم أجد، ماذا سأفعل ياترى هل أخوض هذه الحرب التي لايخرج منها الإنسان سالماً إماّ منهك الجسد أوالعقل؟ ربما عليّ أن أحاول السيطرة عليها أو على الأقل إخضاعها إلى تفتيش لمعرفة نوع الأسلحة التي تتوفر عليها. ومن دون إنذار رمتني أفكاري بأولى القذائف، لا أعلم نوعها لكنها جعلت رحلتي صوب القليل من الراحة بعد يوم شاق ومتعب..سيناريو يتكرر كل ليلة "الاستيقاظ ألقسري" عنوانه، أماّ النوم فقد أصبح كالسراب. بدأت أقضم أظافري تارة وأنظر إلى الساعة وهي تجري تارة أخرى..أما عندما يتعب الجانب الذي أضعه فوق الفراش ألجأ إلى تغييره وأتحسّس إن كنت لا أزال أتوسد أم أن رأسي أخطأ الوسادة بفعل كثرة تقلباتي من جانب إلى جانب. ومع كل حركة يرتفع الغطاء قليلا ويستغله البرد لكي يتسلّل إلى أصابع أقدامي التي لا أحسّ بها أحيانا ويزيد من مرارة الحرمان الاستيقاظ ألقسري الذي يرافقني في هذا اللّيل الكئيب!! صحيح أن الأفكار التي تحرمنا من النوم تختلف من شخص إلى أخر، فمثلاً المراهق له أفكاره الخاصة من قبيل الحب والغرام، ويحدث أن تحرمه كلمة فتاة شقراء من النوم لأيام وفي هذه النقطة يتلاقى الكثير من الأصناف بغض النظر عن جنسهم أو عمرهم.. لكن، للرجال المتزوجين والنساء المتزوجات وهذا مثل أخر هموم أخرى وأفكار تصنعها ظروفهم الخاصة وتهجم عليهم في كل لحظة وبالذات أثناء الليل، لأنها الفترة التي يتفرغ لها الإنسان ويضطر إلى محاربتها بمحاولة توقيف التفكير قدر المستطاع. لِي ولكم قصة مع النوم تتكرر كل ليلة ولأيام كثيرة. فإذا كانت أفكارنا وهمومنا تحرمنا من النوم سنصبح بعد مدة مجرد أجساد نخرها السهر..أما إذاَ كانت عبارة عن خواطر يستأنس بها الإنسان قبل النوم فهذه قصة أخرى..هي أمنية يتمناها الكثير..الأكيد أن الصنفين يختلفان تماماً.