نلجأ إلى النوم طلبا لراحة أجسادنا بعد يوم عمل مرهق ومتعب، ننتظر الاستيقاظ وقد استعدنا توازننا وصفاء ذهننا ويقظة عقلنا لكن عندما تهاجمنا الأحلام المزعجة، يصبح النوم بمثابة هروب من "تعب" إلى "تعب" ونستيقظ وأجسادنا متكسرة وعضلاتنا مترهلة وعقولنا مشوشة. وهذه حال "لمياء" الشابة ذات ال 28 ربيعا التي تقول إنها لا تجد راحتها في النوم وتشعر عند الاستيقاظ بتعب كبير وكأنها قضت ليلتها في معركة، تتحدث "لمياء" عن قصص وحكايات تراودها ليلا تشعر بدماغها وكأنه يعمل دون توقف، تحس بأنها عاشت قصصا فيها صراعات وفيها مشاعر متداخلة من الغضب والألم النفسي والبكاء، لكنها عند الاستيقاظ لا تتذكر شيئا، تنسى التفاصيل لكن إحساسها بأنها عاشت أحلاما مزعجة لا ينسى ودليلها جسدها المنهك. وإذا كانت الأحلام المزعجة أو الكوابيس التي تداهم "لمياء" في نومها تتكرر بشكل متواتر، إلا أن الوضع بالنسبة ل "خديجة" مختلف، فهذه الأم التي تعيش العقد الثالث من عمرها، والتي تعيش توترا عصبيا بين الفينة والأخرى بسبب انشغالاتها المتزايدة والتزاماتها تجاه بيتها وأبنائها وعملها، تنتابها بين الفينة والأخرى بعض الأحلام المزعجة التي تجعلها تستيقظ من نومها العميق وهي تستعد للصراخ بسبب حلم مزعج أو تستيقظ في وقت متأخر من الليل وهي تبكي. تقول "خديجة" إن يومها يكون سيئا عندما تستيقظ على وقع هذه الكوابيس، يصبح مزاجها متقلبا ويحتفظ بحالة الحزن التي يسببها حلمها المزعج. ما هو الكابوس؟ الكابوس هو حلم يحدث خلال النوم الذي يتميز بحركات عين سريعة والذى يصاحبه شعور قوي لا يمكن الفرار منه بالخوف قد يصل إلى القلق. وتحدث هذه الظاهرة غالباً في آخر النوم وغالباً ما تدفع النائم إلى استيقاظه من النوم ولا يكون قادراً على استرجاع الأحداث التى دارت فى حلمه. والكوابيس منتشرة بين الأطفال أكثر ويقل حدوثها كلما يكبر الطفل ويقترب من مرحلة البلوغ.. ويحلم حوالي 50 بالمائة من الكبار بالكوابيس أحيانًا، وتكون السيدات أكثر من الرجال في الحلم بالكوابيس ولكنه لا يتطلب أي علاج، فقد يكون تناول الطعام مباشرة قبل الخلود للنوم هو أحد الأسباب، وتفسير ذلك أن تناول الطعام يزيد من عملية التمثيل الغذائي التي تحدث بجسم الإنسان ومن نشاط المخ.. وقد يحلم ما يقرب من 1 بالمائة من الكبار بنفس الكوابيس بشكل متكرر ومن هنا ينبغي طلب المساعدة. أسباب الكوابيس: هناك عدة أسباب لتعرض المرء لأضغاث الأحلام والكوابيس المزعجة ومن ذلك: - القلق أو التعرض لضغوط هما من أكثر الأسباب شيوعا للحلم بالكوابيس. - فقد أحد الأشخاص (الموت). - آثار جانبية لأحد العقاقير. - التوقف عن أخد العقاقير مثل أقراص النوم. - تأثير الكحول أو الإفراط المتزايد فى شرب الكحوليات. - الانقطاع فجأة عن تناول الكحوليات. - اضطرابات التنفس أثناء النوم - اضطرابات النوم - التفكير السلبي قبل النوم. - تناول الوجبات الدسمة قبل النوم مباشرةً. - تناول الكافيين قبل النوم، ويتواجد الكافيين في الشاي والقهوة والكولا والشيكولاتة. - وضعية النوم الخاطئة.. كالنوم على الظهر، أو النوم على البطن، أو النوم على الجانب الأيسر. طرق العلاج إن معرفة الأسباب مهم قبل البحث عن العلاج المناسب، فإذا كان الشخص يعاني من ضغوط حادة وتوتر عصبي، ينبغى طلب المساعدة من الأصدقاء والأقارب، والتحدث معهم عما يدور بداخله وعما يؤرقه لأن ذلك قد يساعده على التخفيف من حدة التوتر وهو بمثابة العلاج النفسي، فالأحلام ليست سوى تنفيس لمكبوتات داخلية لم يتم تفريغها في اليقظة. كما أن ممارسة نشاط رياضي يساعد على إخراج الطاقة السلبية والانفعالات ويساعد على النوم المريح، ومن الطرق التي ينصح بها الأخصائيون النفسيون تعلم بعض الأساليب التى تساعد على إرخاء العضلات لتقليل توترها (العلاج الاسترخائى) وهذا بدوره سيقلل من القلق، ثم الاعتياد على نظام النوم الصحي وذلك بعدم استخدام أية مهدئات أو المواد المنبهة مثل الكافيين. إذا لاحظت أن الكوابيس مرتبطة ببدء تناول دواء معين عليك باستشارة الطبيب على الفور الذي سينصح إما بتوقفك عنه على الفور أو أخذ بديل له. أما إذا استمرت الكوابيس أو تكررت على مدارالأسبوع، وأصبحت تحرم المرء من النوم المريح أو من ممارسة الأنشطة اليومية ينبغي استشارة متخصص. ومن الأمور الأخرى التي ينصح بها الاخصائيون؛ تجنب مشاهدة أفلام الرعب أو أخبار آخر الليل أو قراءة روايات أو كتب ذات تأثير عاطفي؛ تفقد غرفة النوم "ربما كان السرير غير مريح، أو الوسادة بحاجة إلى تغيير، أو الإضاءة مزعجة أو حرارة الغرفة غير مناسبة"؛ تجنب التدخين لأنه يحتوي على مادة النيكوتين التي قد تسبب أحلامًا وكوابيس مؤرقة جدًا؛ تجنب الأطعمة الدسمة (الدهنية) أو التي تحتوي على توابل، حيث أنها تسبب الغازات التي بدورها تسبب الكوابيس؛ التهيئ للنوم بممارسة أحد أساليب الاسترخاء مثل أخذ أنفاس عميقة بهدوء وانتظام؛ الالتزام بوقت محدد للنوم والاستيقاظ يوميًا مالم يكن هناك مانع لذلك فهذا يساعد على تجنب الكوابيس.