انتفض عدد من البرلمانيين، الاثنين، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، ضد غلاء أسعار عدد من المواد الغذائية والطاقية، بالسوق الوطنية، مطالبين الحكومة بالتدخل على وجه الاستعجال من أجل حماية القدرة الشرائية للمغاربة. واستأثرت أغلب مداخلات فرق ومجموعة المعارضة بموضوع ارتفاع أسعار عدد من المواد الغذائية من بينها الطماطم والفلفل والقمح، فيما قال رئيس فريق التقدم والاشتراكية، رشيد حموني، "اليوم الفلفلة والبصلة وماطيشة أصبحت خضرا فوق العادة". وأضاف حموني متسائلا: "ما فائدة هذه المخططات إن لم تستطع أن تؤمن الأمن الغذائي للمغاربة، ما فائدة مخطط المغرب الأخضر، إن لم تستطع الحكومة أن توفر هذه المواد بأثمنة مناسبة"، مشددا على ضرورة أن يقوم كل من البرلمان والحكومة بدوره لان الهدف هو المواطن. من جانبه، قال إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي، إن "الفلفل وصل ثمنه 25 درهما، وهذا ليس ناتجا عن الحرب في أوكرانيا، لان المغرب ينتج هذه المادة"، مضيفا أن "الغرض من مخطط المغرب الأخضر هو التحكم في أثمن الخضر والفواكه". وزاد السنتيسي، أن وزير المالية والاقتصاد في جواب لها على سؤال تقدم به الاسبوع المنصرم قالت بأن الحكومة قامت بتعليق الرسوم الجمركية على واردات المواد الغذائية، متسائلا عن عدم لجوء الحكومة لهذه الإمكانية من أجل تجميد هذه الرسوم على واردات المحروقات. رد وزير الفلاحة وبالمقابل، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أنه "لولا مخطط المغرب الأخضر والعمل الذي تم القيام به في العشر سنوات الماضية لكانت الحالة كارثية"، مضيفا أنه "يجب أن نرى ما يقع حولنا وفي العالم وفي الدول القوية". وشدد صديقي، في رده على أسئلة البرلمانيين، على أن كل المواد الغذائية والفلاحية متوفرة في السوق المغربية، موضحا أن جميع دول العالم تشهد ارتفاعا في الأسعار، مسجلا أن الإنتاج من الطماطم وجميع الخضر قد تضاعف من أجل تلبية احتياجات السوق الوطنية. وزاد المتحدث، أن الوزارة اجتمعت مع المهنيين بخصوص تصدير هذه المنتجات وتم التوصل إلى حلول من أجل منح الأولوية للسوق الوطنية، داعيا إلى التحلي بالإيجابية والاستناد على معطيات دقيقة. تصفيق ومناوشات وتحولت لحظة مساءلة وزير الفلاحة إلى مشادات ومناوشات بين الأغلبية والمعارضة بسبب "التصفيق". وفي هذا الإطار، قال البرلماني عن حزب العدالة والتنمية مصطفى إبراهيمي إن "هذه الظاهرة غريبة"، منتقدا تصفيق نواب الأغلبية على موضوع مرتبط بغلاء الأسعار. وفي ردها على الإبراهيمي، اتهمت برلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، البيجيدي بإدخال مثل هذه الظواهر إلى قبة البرلمان وإلى الحياة السياسية، حيث قالت إن "من ينتقدون ظاهرة التصفيق اليوم هم أدخلوها إلى قبة البرلمان". وبدوره، قال نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي، تعقيبا على الإبراهيمي، إن التفاعل مع أجوبة الوزراء بالتصفيقات مسألة معمول بها في برلمانات العالم، مضيفا أن من سبق للتصفيق وبحرارة هو حزب العدالة والتنمية في الولايتين السابقتين. من جانبه، انتقد البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، يوسف شيري "تشويش" المعارضة على وزير الفلاحة وهو "يقدم معلومات صحيح ويصحح مغالطات"، مضيفا بقوله: "نحن شباب دخلنا السياسة وجئنا للبرلمان ونريد إعطاء صورة مشرفة لممثل الأمة واليوم نجد أناس سبقونا ويقومون بتصرفات غير معقولة".