أضحت العلاقات المغربية الموريتانية على المستوى الرسمي تعرف خلال الآونة الأخيرة تعرف بعض الدفء، وذلك بعد سنوات من فتور العلاقات بين البلدين، خاصة إبان حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، الذي تميزت سنوات حكمه بغياب التفاهم مع الرباط. وفي هذا الإطار، استأنفت اللجنة العليا المشتركة المغربية-الموريتانية، باعتبارها آلية لترسيخ تعاون استراتيجي شامل بين البلدين، أشغالها، اليوم الجمعة، وذلك بعد زهاء 8 سنوات من القطيعة، حيث كان آخر اجتماع بين الطرفين قد تم بتاريخ 23 و24 أبريل 2013. وهكذا، استقبل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الجمعة بمقر رئاسة الحكومة بالرباط، محمد ولد بلال مسعود، الوزير الأول للجمهورية الإسلامية الموريتانية، الذي حل بالمغرب في إطار أشغال اللجنة العليا المشتركة المغربية – الموريتانية، في دورتها الثامنة، التي تعقد بالرباط. ويترأس أشغال اللجنة العليا المشتركة المغربية – الموريتانية كل من رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ونظيره الموريتاني، الوزير الأول، محمد ولد بلال مسعود مرفوقا بوفد يضم وزراء ومسؤولين كبار ورجال أعمال. دفعة جديدة وفق بلاغ لرئاسة الحكومة المغربية، فإن "هذه القمة تعكس ما يتمتع به البلدان من رصيد مشترك، بحكم أن المغرب وموريتانيا تجمعهما علاقات مميزة وأخوية على أعلى مستوى يرعاها قائدي البلدين، الملك محمد السادس، والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني". وأبرز البلاغ أن الجانبين شددا خلال هذا اللقاء على أهمية عقد الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة بعد حوالي ثماني سنوات من انعقاد آخر دورة لها في نواكشوط يومي 23 و24 أبريل 2013، باعتبارها آلية لترسيخ تعاون استراتيجي شامل، تنفيذا لتعليمات قائدي البلدين. وأعرب الجانبان، وفق المصدر ذاته، عن ارتياحهما للتطور المتسارع الذي تعرفه مسيرة التعاون الثنائي في السنوات الأخيرة، مشددين على أهمية تقوية العلاقات المغربية الموريتانية، التي أضحت ضرورة بالنظر للتحديات التي تواجه المنطقة المغاربية، ولإبراز الدور الهام الذي يضطلع به البلدان في تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين. وأكد البلاغ أن الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة المغربية الموريتانية، ستشكل فرصة لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية المغربية الموريتانية وتعزيز التعاون على مختلف المستويات، حيث من المنتظر أن تتوج أشغال هذه الدورة بالتوقيع على حزمة من الاتفاقيات المهمة في مجالات مختلفة. اجتماعات تحضيرية قبل الانطلاق الرسمي لأشغال الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة المغربية الموريتانية، انطلقت، أول أمس الأربعاء، اجتماعات تحضيرية على مستوى كبار الموظفين والخبراء من البلدين، حيث اعتبر الطرفان أنها "فرصة لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية". ووفق قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، فإن هذه الدورة ستشكل فرصة لبحث آفاق جديدة لتوطيد علاقات التعاون بين المغرب وموريتانيا، ومناسبة لإرساء شراكات مثمرة في العديد من المجالات، انسجاما مع توجيهات قائدي البلدين الملك محمد السادس محمد ولد الشيخ الغزواني. ونقلت الوكالة عن مدير المشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فؤاد أخريف، قوله إن العلاقات المغربية الموريتانية العريقة ما فتئت تشهد زخما مهما لإرساء آليات تعاون متميزة وتوفير إطار قانوني محفز لبلوغ مبتغى البلدين في رفع مستوى علاقاتهما الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية. وأضاف أخريف أن هذا الزخم يشكل دافعا لبذل المزيد من الجهود لإيجاد مقاربات متجددة كفيلة بدفع عجلة التعاون بين البلدين إلى المستويات المرجوة وتوسيع قاعدة العلاقات الثنائية لتشمل مجالات جديدة وذات أولوية لدى الجانبين. وأبرز أن البلدين يملكان من الإمكانيات ما يمكن من إقامة شراكات مثمرة في العديد من المجالات الحيوية، مشيرا إلى أن الاجتماعات التحضيرية اليوم تعد فرصة سانحة لإجراء تقييم موضوعي لما تم إنجازه منذ الدورة السابقة للجنة العليا المشتركة، وإيجاد الحلول للإشكاليات التي قد تعترض طموحات البلدين المشروعة في الرقي بعلاقاتهما الثنائية إلى آفاق أرحب. من جهته، قال السفير المدير العام لمديرية التعاون الثنائي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، محمد الحنشي الكتاب، إن انعقاد هذه الدورة يعد خطوة هامة على طريق التعاون في مختلف المجالات كالصيد والتكوين المهني والتجارة وغيرها من القطاعات انسجاما مع توجيهات قيادتي البلدين لتوطيد علاقات الأخوة وتذليل الصعاب والرقي بعلاقات التعاون الثنائي إلى مستوى تطلعات الشعبين. وأضاف أن المغرب وموريتانيا حققا العديد من الإنجازات في هذا المسعى، مشيرا إلى أن هذه الدورة ستشكل لبنة جديدة في صرح التعاون المثمر بين البلدين. يُشار إلى أنه بالتزامن مع انعقاد الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة في الرباط، كان وفد من عمد بلديات العاصمة نواكشوط يزور مدينة طنجة، وذلك بهدف الاطلاع على تجربة مدينة طنجة في مختلف الميادين، خاصة في مجالات الاقتصاد والسياحة، وفق ما أعلن مصد رسمي.