نطلقت في العاصمة المغربية الرباط، الأربعاء، أعمال الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة بين الجارتين المغرب وموريتانيا بعد توقف 9 سنوات. وهذه الدورة تستمر حتى الجمعة، وتبحث سبل توطيد التعاون بين البلدين، بمشاركة ممثلين عن مختلف القطاعات الوزارية، وفق وكالة الأنباء المغربية الرسمية. ويترأس اللجنة كل من رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، والوزير الأول الموريتاني، ومحمد ولد بلال. ووصف مدير المشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية في الخارجية المغربية، فؤاد أخريف، العلاقات بين البلدين ب"العريقة". وتابع أنها تشهد "زخما مهما لإرساء آليات تعاون متميزة وتوفير إطار قانوني محفز لبلوغ مبتغى البلدين في رفع مستوى علاقاتهما الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية". وشدد على أن البلدين "يملكان من الإمكانيات ما يمكن من إقامة شراكات مثمرة في العديد من المجالات الحيوية". وأردف أن اجتماعات اليوم "فرصة لإجراء تقييم موضوعي لما تم إنجازه منذ الدورة السابقة للجنة، وإيجاد الحلول للإشكاليات التي قد تعترض طموحات البلدين في الرقي بعلاقاتهما الثنائية". كما اعتبر مدير عام مديرية التعاون الثنائي بالخارجية الموريتانية، محمد الحنشي، أن انعقاد هذه الدورة "خطوة هامة على طريق التعاون في مختلف المجالات كالصيد والتكوين المهني والتجارة". وانعقدت أعمال الدورة السابعة للجنة بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، في أبريل/نيسان 2013. ولم تعلن الرباط ولا نواكشوط عن أسباب لعدم انعقاد اللجنة منذ سنوات، إلا أن العلاقات بينهما عرفت توترا في بعض السنوات، وتشهد تحسنا ملحوظا في الآونة الأخيرة. وتتباين مواقف العاصمتين من قضايا إقليمية، خصوصا إقليم الصحراء المتنازع عليه بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، وكذلك استقبال مسؤولين من "البوليساريو" في قصر الرئاسة بنواكشوط من حين إلى آخر. وتقول موريتانيا إن موقفها من هذا النزاع حيادي يهدف إلى إيجاد حل سلمي يجنب المنطقة خطر التصعيد.