اعتبر البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط وعضو اللجنة العلمية والتقنية ل"كوفيد 19″، أنه حان الوقت لإعلان جدولة زمنية محددة للرفع التدريجي لبقية القيود المفروضة جراء الجائحة، خاصة عبر السماح بعودة الجماهير إلى الملاعب وإقامة صلاة التراويح بالمساجد. وأوضح البراهيمي في تدوينة علمية على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، أن جميع المعطيات العلمية تكشف أن المغرب يستوفي المعايير العلمية الأساسية التي استعملتها جل الدول لإعلان جدولتها الزمنية في رفع القيود، لافتا إلى أن حالة الخوف من المجهول بالمغرب قد انتهت اليوم، وفق تعبيره. واعتبر في هذا الصدد أن نسبة ملء أسرة الإنعاش غير مرهقة للمنظومة الصحية وتُمكن من استئناف الإيقاع الروتيني للعناية الصحية، كما أن نسبة ومعدل الإصابة ب"الكوفيد" تُمكن من التحكم في انتشار الفيروس دون المخاطرة ب"إشعال الوباء". وأشار الخبير الطبي إلى الحالة المناعاتية للمواطنين والمقرونة بعدم ظهور متحور جديد، معتبرا أن المشكل اليوم ليس هو انتشار الفيروس، بل الهدف هو حماية الأشخاص الستينيين وفي وضعية هشاشة صحية من الموت، مشددا على أن كل هذه الشروط متوفرة اليوم بالمغرب. وشدد على أن كثير من المعطيات العلمية تغيرت مع أوميكرون وتسمح بالتفكير في الرفع التدريجي للقيود المفروضة، قائلا: "علينا بخارطة طريق واضحة وبجدولة زمنية واضحة تعكسان توازنا بين الحماية المستمرة للجمهور واستعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية، مع إمكانية إعادة فرض القيود في حالة تفشي المرض مرة أخرى أو مواجهة انتكاسة وبائية جديدة". وتابع قوله: "نبض المغاربة اليوم يقول إننا نحتاج لمؤشرات وقرارات مطمئن، لأننا كأفراد تعبنا نفسيا من حالة اللايقين، وكمؤسسات من طريق غير واضحة المعالم للخروج من الأزمة، والعالم يقترب والحمد لله من طي صفحة أوميكرون، والكل بالمغرب يتمنى لإعلان جدولة زمنية للرفع التدريجي لبقية القيود". فبخصوص فتح الملاعب أمام الجمهور، قال الإبراهيمي في تدوينته "إننا نسمح بجميع أنواع التجمعات الخارجية، فلا أرى لماذا لا نفتح ملاعبنا للجمهور بشروط صحية واضحة، وأنا واثق من أن الألترات ستلتقط الإشارة وستساهم في تأطير الجماهير. الرياضة متنفس للتخفيف من الضغط الرهيب الذي نعيشه هذه الأيام". وأضاف بالقول: "في إشارة واضحة يمكن أن نقول وبجرأة أنه باستمرار الوضع الحالي ستفتح المساجد للتراويح، ولا سيما أننا فتحنا التجمعات في جميع الأماكن المغلقة وتخلينا عن إلزامية الكمامات بها". كما دعا عضو اللجنة العلمية إلى تخفيف شروط دخول المغرب، قائلا: "لا يمكن أن تطلب فرنسا اليوم فقط التحليلات السلبية في أجل 72 ساعة لدخول أراضيها، بينما نطالب بشروط متعددة، فلنعد لتصنيفنا للدول ولكل لائحة شروطها والتي تأخذ بعين الاعتبار وضعيتها الوبائية ومقاربتها التلقيحية". واسترسل قائلا: "بعد أن أثبتت المساطر المتبعة لدخول المغرب نجاعتها، أظن أنه حان الوقت لتحيين هذه الشروط. المغاربة لهم سؤال تعجيزي مفاده: العالم وفرنسا كتحل وتخفف الإجراءات علينا.. وكنبانو كنعقدوا الأمور، ولا سيما إذا ثبت أن التحاليل السريعة بالمغرب كانت جميعها سلبية تقريبا". كما دعا إلى استئناف الإيقاع الروتيني للعناية الصحية بعدم إجبار أي مستشفى على إلغاء برنامج الرعاية بسبب الكوفيد، وبدون إعطاء أي أسبقية لمرضى الكوفيد، قائلا: "كل المرضى سواسية واستعجالية التدخل الطبي هي المعيار، والهدف هو تأهيل منظومتنا الصحية لتوازي النجاح في تدبير الأزمة لكي يصير النهج الكوفيدي في صلب التدبير اليومي للمنظومة". وشدد على ضرورة تخفيف البروتوكول الصحي بالمدارس، مشيرا إلى أن التأثير النفسي لحمل القناع بالنسبة للأطفال كبير جدا ولا سيما من أجل التعلم عند الصغار، متسائلا: "كيف نفسر أن كل المقاهي ووسائل المواصلات بدون قناع ونفرض ذلك في الأقسام؟". ويرى الإبراهيمي أنه "بمؤشرات زمنية بسيطة، وبعض الأحيان قرارات رمزية، يمكن أن نطمئن الداخل والخارج على أن حالة اللايقين والخوف من المجهول قد انتهت بالمغرب، وتكون قيمة مضافة تربح المغرب سمعة وتنافسية محلية ودولية، نعيد الثقة للمواطن وللمستثمر تحت شعار: المغرب مفتوح لجميع المعاملات". المتحدث اعتبر أن القيود المتبقية جراء الكوفيد نوعان، إما قرارات تخلينا عنها ولم نعلن عن تخلينا عنها، أو إجراءات موضوعية نستطيع تحيينه، وفي كلتا الحالتين، الإعلان عنها بكل مسؤولية وشفافية، بحسب قوله.