يتجلى في المغرب من الحياة الاجتماعية، مفهوم العيد من مدار عام شمسي وفضائي، مداره الشمسي يجري بالعيد الوطني من الحياة الاجتماعية، ومداره الفضائي قمري، يجري بالعيد الديني من حياة الامة والمجتمع . ومن المبدئ العيد الديني، يقوم على الافراح المقرونة بالإيمان والطهارة الذاتية في الحياة الشرعية، من مبنى العلاقة الانسانية نحو الفرد والجماعة . أما العيد الوطني : فيستمد وجوده واستمراريته من المكانة الدولية، ومن ثمة يجري الاحتفال به من صيت وطني، وسمعة دولية ويعتبر عيد الاستقلال، أول عيد وطني في حياة الشعوب والمجتمعات، أسس له المجتمع الامريكي كأول بلد في التاريخ المعاصر، حصل على استقلاله من دولة التاج البريطاني . وبعد الحقبة الاستعمارية، دخلت المجموعة الدولية، في حقبة استقلال الشعوب والمجتمعات، وأصبح الاستقلال شأن اجتماعي ودولي عيد الاستقلال بالمغرب : هو يوم عيد وطني، يجسد اعتراف سلطة الحماية، بتسليم مقاليد إدارة سلطة البلد، إلى حكومة مستقلة ذات سيادة وطنية، تحترم وتتعامل بالمواثيق الدولية . ومن ثمة زكى هذا الاعتراف من محيط اجتماعي استقلال البلد، وبالمجتمع الدولي المكانة الاجتماعية من المجموعة الدولية، وإن نهج المغرب من نزعته السلمية، سياسة استعادة أطرافه المحتلة تباعا، بالروية والحكمة السياسية، من عهد الاستقلال إلى عهد الوحدة الترابية للمملكة . فإن السجل التاريخي للمغرب غني بالمراحل التاريخية، التي قطعها البلد سلميا، في علاقته من التصفية الاستعمارية لأجزاء ترابية من المملكة . وكما يخص استقلال البلد بيوم 18 نونبر، يوم عيد وطني من كل سنة، فإنه يخص كل مرحلة تاريخية، من استعادة جزء من ترابه بيوم عيد وطني، كما في المسيرة الخضراء.