أكد عضو لجنة الاعلام بالتنسيقية الجهوية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بجهة فاسمكناس، عبد الرحيم عاوة، على أن اللجنة الطبية التي كلفت، اليوم الاثنين، للنظر في حالة الأستاذة وجدان سليم خلصت إلى أن الأستاذة لا تعاني عجزا يمنعها من ممارسة عمله داخل الفصل. وقال عاوة في تصريح لجريدة "العمق" إن قرار اللجنة الطبية أنصف الاستاذة التي سبق أن تم إلغاء تكليفها مطلع الشهر المنصرم، استنادا لإرسالية المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بتاونات تفيد عدم قدرتها البدنية على مزاولة مهام التدريس. وأشار المتحدث إلى أن حالة وجدان تؤكد بالملموس هشاشة وضعية الاساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، إذ سيصبح مصير أي أستاذ أصيب بمرض هو انهاء مساره داخل قطاع التعليم، مطالبا بإدماج الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد في الوظيفة العمومية. من جانبه، أوضح الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل بتاونات،محمد اوقري، أن قرار اللجنة أعاد الأمور إلى نصابها، خصوصا أن ما تعانيه الأستاذة ليس مبررا لإنهاء مهامها داخل الفصل الدراسي. وأشاد المتحدث بهذا القرار الذي صحح وضعية الأستاذة وجدان، مشيرا إلى أنه جاء نتيجة ضغط التنسيقية بعد دخولها في إضراب جهوي يومي الجمعة والسبت الماضيين، وتجسيدها وقفة احتجاجية أمام مقر الأكاديمية بفاس. هذا وقد حاولت جريدة "العمق" أخذ وجهة نظر المسؤول بمديرية التعليم بتاونات إلا أن هاتف المدير الإقليمي ظل يرن دون مجيب. وكانت الأستاذة وجدان سليم التي أنهت مديرية تاونات تكليفها بثانوية تبودة الإعدادية مطلع الشهر الجاري، قد أكدت في تصريح لجريدة العمق على أن المديرية الإقليمية أخبرتها في اتصال هاتفي، أمس الجمعة، بضرورة المثول بعد اليوم الاثنين، أمام اللجنة الطبية لإجراء فحص مضاد. ودخلت "التنسيقية الجهوية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد" بجهة فاسمكناس في إضراب جهوي ليومين مع إنزال أمام الأكاديمية الجهوية بفاس أول أمس السبت 30 أكتوبر على الساعة العاشرة صباحا. وأوضحت التنسيقية في بيان استنكاري أن الأستاذة سبق لها أن توجهت مباشرة للمديرية الإقليمية، وتمت إهانتها بشكل لا يليق بأسرة التعليم ولا يراعي وقع الوصم الاجتماعي حيث قيل لها "دابا نتي إلا جبتي جباص ومرض ليك، أش غاديري، غاتمشي تجيبي واحد أخر فبلاصتو". كما تواصلت مع الأكديمية الجهوية دون أن تجد قضيتها حلا رغم الوعود التي وصفت "بالجوفاء". ونددت الهيئة ذاتها بقرار إلغاء التكليف، معتبرة ذلك تجسيدا للهشاشة التي يرمي مخطط التعاقد لإرسائها، مطالبة بإسقاط التعاقد وإدماج جميع الأستاذات والأساتذة في النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية غسوة بباقي أساتذة القطاع. وعبرت التنسيقية عبر بيانها عن مساندتها الكاملة لوجدان، مؤكدة على ضرورة إعادة تكليفها في مهامها أو بمهام تلائم أكثر وضعيتها الصحية، خصوصا ان مديرية تاونات تعاني خصاص مهولا في الأطر بكل المؤسسات. وقررت المديرية الإقليمية بتاونات إنهاء تكليف أستاذة اللغة العربية وجدان، الاثنين 4 أكتوبر الجاري، استنادا لإرسالية المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بتاونات، تتضمن نتيجة الفحص الطبي الذي يفيد عدم قدرتها البدنية على مزاولة مهام التدريس. وجدان البالغة من العمر 26 سنة، قالت في تصريح لجريدة "العمق"، إنها لم تستوعب بعد هذا القرار الذي اتخذه طبيب "دون أن يعاين قدرتي على التدريس من عدمها داخل الفصل،" مؤكدة على أن المرض الذي أصيبت به على مستوى المخيخ في يناير 2021 نتج عنه عدم تناسق الحركة بين الرجلين أثناء السير ولا يمنعها ذلك من المشي". الأستاذة التي تتابع دراستها في سلك الدكتوراه بكلية الآداب بفاس، تساءلت بنبرة حزينة: "كيف يمكن أن يمنعني ما أعانيه من التدريس ولم يمنعني من مواصلة تكويني بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس طوال السنة الماضية، فضلا عن كونه لم يمنعني من المشي في مسيرة احتجاجية، الأربعاء الماضي، وثقتها فيديوهات يمكن للجميع الاطلاع عليها". وقالت في تصريحها إنها حاولت إيجاد حل لمشكلها مع المديرية الإقليمية، إلا أن المسؤول عن المديرية أخبرها أن الأكاديمية هي المسؤولة وأنه لا يملك حلا لهذا الملف"، مشيرة إلى أن مدير الأكاديمية رفض استقبالها بصفتها الشخصية بدعوى أن حل الملف يقتضي اجتماع جميع الأطراف المعنية، وهو ما اعتبرته الأستاذة محاولة لطي ملفها وطردها في النهاية، وفق تعبيرها.