عبرت عائلات المغاربة العالقين ببؤر التوتر بكل من سوريا والعراق، عن دهشتها واستغرابها للتصريحات الأخيرة الصادرة عن عبد اللطيف وهبي، رئيس المهمة الاستطلاعية المؤقتة "للوقوف على حقيقة ما يعانيه العديد من الأطفال والنساء والمواطنين المغاربة العالقين ببعض بؤر التوتر كسوريا والعراق". وثمن عبد العزيز البقالي رئيس التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، في تصريح لجريدة "العمق"، المجهودات التي قامت بها اللجنة البرلمانية من أجل إيجاد حلول لملف المعتقلين والعالقين ببؤر التوتر، غير أنه أكد أن التنسيقية تلقت تصريحات وهبي في الندوة الصحفية الأخيرة، بنوع من الدهشة والاستغراب. وأضاف البقالي، أن وهبي كان يعطي الأمل لعائلات المعتقلين والعالقين بسوريا والعراق، طيلة اشتغاله على هذا الملف، لكن "تفاجئنا كما تفاجأت النساء العالقات وأسرهن بتصريحاته في الندوة الصحفية الأخيرة والتي لم تطمئن لا التنسيقية وحتى العائلات". وأعرب المتحدث ذاته، عن أمله في أن تهتم الدولة بهذا الملف وتعيد جميع أبنائها وبناتها الذين عبروا للتنسيقية عن تفاؤلهم بعمل الدولة، واستبشروا خيرا لما علموا وسمعوا بالتعليمات الملكية التي تطالب بإرجاعهم إلى أرض الوطن، وفق تعبير البقالي. وكان عبد اللطيف وهبي، رئيس اللجنة البرلمانية الاستطلاعية المتعلقة بأوضاع العالقين في سوريا والعراق، قد أكد خلال ندوة صحفية الجمعة الماضي، أن المغرب قرر علاج موضوع العالقين بسوريا والعراق، خاصة الأطفال والنساء منهم، "حالة بحالة"، نظرا، لما اعتبره، صعوبات وتعقيدات ترافق هذه العملية. وشدد رئيس اللجنة على صعوبة تأقلم هؤلاء المغاربة في حال عودتهم لوطنهم، نظرا للظروف والأحداث التي عايشوها خلال فترة تواجدهم بمناطق التوتر بسوريا والعراق. وأبرز المتحدث ذاته هذه الصعوبة في أن بعض الأطفال لعبوا الكرة ب"رؤوس البشر" واتخذوا من المسدسات لعبا ترفيهية لهم، مشيرا في هذا الصدد إلى أنهم لم يذهبوا للمؤسسات التعليمية، وعاشوا وسط حمامات دم وحضروا لإعدامات وأحداث دامية، مضيفا أنهم لم يعرفوا في حياتهم معنى القانون والزجر. وأوضح وهبي أنه من بين التعقيدات التي ترافق هذه العملية، هي حدوثها على أراضي سيادية للعراق وسوريا، مؤكدا أن المغرب يحترم سيادة كل الدول، ولا يمكنه تجاوز هذا المبدأ لإعادة مواطنيه العالقين بمناطق التوتر. وأضاف رئيس المهمة الاستطلاعية للوقوف على وضعية الأطفال والنساء المغاربة في بعض بؤر التوتر كسوريا والعراق، أن خطورة هذا الملف تتمثل في بناء بعض هؤلاء المقاتلين، لعلاقات دولية مع منظمات إرهابية في تجارة الأسلحة. بالمقابل، شدد وهبي على ضرورة إيجاد حل للملف في أقرب وقت لأن المنظمات الإرهابية بمناطق التوتر في سوريا والعراق، ستوظف هؤلاء الأطفال عاجلا أو آجلا في حال عدم إعادتهم لوطنهم، وبقائهم هناك. وذكر أيضا يما جاء في تقرير اللجنة خاصة حول النساء العالقات، مشيرا إلى أن هناك نساء مغربيات بعد أن قتل أزواجهن تزوجن من مقاتلين آخرين، وقد يكونون من جنسيات أخرى، وقد ينجبن منهم أطفالاً، ويردن، حسب وهبي، العودة مع أزواجهن المقاتلين اللذين ينتمون لجنسية ثالثة، وهناك عقود زواج تمت، على حد تعبيره، في هذه الظروف وفي تنظيمات غير شرعية.