نظم المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة، مؤخرا لقاء تكوينيا عن بعد، لفائدة أطر الإدارة التربوية وأطر الدعم الاجتماعي والتربوي، حول موضوع" تكامل أدوار الفاعلين التربويين في مواكبة المتعلم ومساعدته على اتخاذ القرار في التوجيه المدرسي والمهني". الندوة التي سيرها الأستاذ عبد الفتاح هشمي أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة، عرفت مشاركة كل من الأستاذ عبد المجيد لمرابط مدير الوحدة المركزية للتوجيه المدرسي والمهني لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، إلى جانب الأستاذ السعيد تبرقاقيت، رئيس المشروع 13 بالوحدة المركزية للتوجيه المدرسي والمهني لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي. في بداية اللقاء أكد محمد حبة مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة، في كلمته أن هذا اللقاء يأتي في إطار انفتاح المركز على الطاقات والكفاءات المتخصصة في المجال، وأن التوجيه المدرسي لم يأتي عبثا، بل أن مراجعة منظومة التكوين تمت عبر مجموعة من العمليات الإستراتيجية، التي تبين حاجة الأطر الإدارية لمثل هذه المجزوءات مثل التوجيه والتخطيط والموارد البشرية، مشيرا في نفس السياق إلى أننا في محطة لدعم قدرات المتعلمين، ودعم المشاريع الشخصية والسماح لممتلكي هذه المشاريع والمسؤولين المركزيين لتلقي المعطيات من مصادرها، معتبرا أن التوجيه أصبح يحتل مكانة كبرى والتي يتم تأطيرها بالقانون الإطار حيث أصبح من حق المتعلمين الحصول على ومساعدتهم على اتخاذ القرارات وذلك لتتبع مشاريعهم الخاصة والمركز ينخرط بفعالية في هذا المجال، وهذه محاولة منه لتكوين الأطر في هذا الاتجاه. وفي مداخلته المعنونة ب" إرساء نظام ناجع للتوجيه المبكر والنشيط، المدرسي والمهني والجامعي" اعتبر الأستاذ عبد المجيد لمرابط أن إرساء نظام ناجع للتوجيه يتطلب تفعيل مقتضيات القانون الإطار خاصة المشروع 13، وأوضح في بداية المداخلة ، المرجعيات الرسمية المؤطرة للمنظور الجديد للمشروع الشخصي للمتعلم والتي حددها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين خاصة المادة 19، ثم القرار الوزاري 062×13 لاسيما المادة 21 التي تتحدث عن دعم مكتسبات التعليم الثانوي التأهيلي، علاوة على الكتاب الأبيض الذي خصصت مدخلا يتطرق فيه إلى التربية على الاختيار إلى جانب الرؤية الاستراتيجية وقرار النظام المدرسي. وتطرق في هذا الصدد الأستاذ عبد المجيد لمرابط إلى مواصفات المتخرج مؤكدا أن يكون قادرا على تكييف مشاريعه الشخصية مع المنهاج الوطني، مشددا على أن البرامج الدراسية يجب أن تربي التلاميذ على الاختيار. وأبرز المتحدث ذاته، أن مراجعة نظام التوجيه المدرسي والمهني والإرشاد الجامعي، يهدف مواكبة ومساعدة المتعلمين في بناء مشاريعهم الشخصية وتحديد اختياراتهم الدراسية والمهنية بناء على ميولاتهم وقدراتهم، من خلال الارتقاء بجودة خدمات وممارسات التوجيه المهني والجامعي وتركيزها على المشروع الشخصي للمتعلم إضافة إلى تطوير نظام الممرات والجسور ومساطر التوجيه المدرسي والمهني والجامعي علاوة على تعزيز الموارد المخصصة للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي كما وكيفا، مشيرا إلى مسؤولية المتعلم في فهم المشروع الشخصي للمتعلم بينما مسؤولية الفاعل التربوي تتمثل في المساعدة والمواكبة المبكرة. بعد ذلك انتقل الأستاذ عبد المجيد لمرابط إلى التعريف بمشروع الإصلاح بخصوص المشروع الشخصي للمتعلم والذي حدد له أربعة ممرات تتمثل في المواكبة الإدارية من خلال توفير بيئة ملائمة، ثم المواكبة التخصصية من خلال المسار في التوجيه، إلى جانب المواكبة التربوية من خلال الأستاذ الرئيس، دون نسيان المواكبة الأسرية، مبرزا أن المشروع الشخصي للتلميذ كآلية لمواكبة نضج المتعلم لتحمل المسؤولية من خلال منحه مجموعة من الكفايات الحياتية لكي يوظفها متى اعترضته وضعيات مشكلة. من جهة أخرى، أشار المصد ذاته، إلى أن منظور النظام الجديد يهدف إلى إعداد المتعلم لبناء مشروعه الشخصي من خلاله يتم تمكينه من المعارف والمهارات التي تؤهله للانفتاح على المحيط وبناء تحقيق مشروعه الشخصي، كما أن مواكبة المتعلم في تحقيق مشروعه الشخصي، كما أن مواكبة المتعلم في تحقيق مشروعه الشخصي تتمثل في دعم عمل المتعلم لتحقيق مشروعه وتمكينه من المهارات التي تيسر اندماجه الاجتماعي والمهني سواء في التعليم الثانوي التأهيلي أو التكوين المهني أو التعليم العالي. وتطرق الأستاذ عبد المجيد لمرابط إلى تفعيل العمل بالمشروع الشخصي للمتعلم من خلال إكساب المتعلم كفايات الاختيار والمشروع الشخصي مع مساعدة المتعلم على توضيح وتدقيق اختياراته ومشروعه عبر بوابة المدخل التربوي البيداغوجي في الممارسة الصفية والممارسة اللاصفية ثم عبر مدخل العمل التخصصي المتمثل في خدمات التوجيه المدرسي والمهني وخدمة المواكبة النفسية والاجتماعية. وفي نفس الصدد، تحدث المحاضر ذاته، عن البيئة الحاضنة والمواكبة للمشروع الشخصي للمتعلم والتي حددها في آليات اشتغال المؤسسة المدمجة لبعد التوجيه والمتمثلة في الأندية التربوية والبرامج الدراسية تم برامج الأنشطة ومشروع المؤسسة، إضافة إلى الشراكة والتعاون. وعرج الأستاذ عبد المجيد لمرابط على أدوار الفاعلين بالمؤسسات التعليمية حيث أكد أن دور أطر هيئة التدريس يتجلى في أدوار الأستاذ الرئيس ثم تصريف أهداف التوجيه عبر البرامج الدراسية المقررة وعبر الأنشطة اللاصفية التي يشاركون في تأطيرها مع دعم حضور هذه الأهداف في برامج عمل مؤسساتهم ومشاريعها التربوية، إضافة إلى المشاركة في التقرير بشأن اختيارات المتعلمين في إطار مساطر التوجيه. وفي ختام مداخلته دعا الأستاذ عبد المجيد لمرابط إلى فتح نقاش حي داخل مجالس الأقسام بخصوص التوجيه متسائلا كيف السبيل إلى الارتقاء بالوظيفة التوجيهية؟ كم من تلميذ عبر عن رغبته؟ هل تلقى التلميذ المواكبة التربوية اللائقة؟ هل المؤسسة التربوية تتخذ المشروع الشخصي للتلميذ في التوجيه بعين الاعتبار؟ وخلص الأستاذ عبد المجيد لمرابط إلى أن المتعلم له بعد مستقبلي وأنه يجد نفسه أمام ما أسماه" مرايا مكسرة" هنا ينبغي أن يلعب مسار التوجيه دوره وتقمص دور السيكولوجي وجمع المعطيات والإنصات الجيد، من أجل الوصول إلى هدف يتمثل في أن المتعلم هو الذي يقرر دون تدخل أي طرف آخر. من جانبه تطرق رئيس مركز التوجيه بالأكاديمية للتربية والتكوين جهة بني ملالخنيفرة، يونس ريدو، إلى تعبئة جميع الفاعلين متحدثا عن المواكبات التي الغرض منها هو الارتقاء بالمتعلم وأن تتم مساعدته في انخراطه في مشروعه الشخصي. بدوره تطرق الأستاذ السعيد تبرقاقيت إلى مستجدات المقرر الوزاري في مداخلة له بعنوان" مستجدات المقرر الوزاري رقم 013.21، مفصلا في مسطرة التوجيه متحدثا عن سياق المقرر الذي سبقه نص تنظيمي بمثابة قرار وزاري19،62 ثم المذكرة 90 المتعلقة بالارتقاء بها إلى مقرر. بعد ذلك تحدث المحاضر حول الإعداد القبلي للمسطرة(مسار) مستعرضا مراحلها من مواكبة تربوية تخص الإجراءات القبلية ثم إعداد زمني دراسي سماه " السنة المالية" ثم إعادة التوجيه. وأكد المتحدث ذاته، أن المسطرة لها أبعاد متعددة مما يعطي متدخلين كثر حيث أن الإدارة توفر البيئة الحاضنة والأساتذة ويساهمون في التوجيه من منطلق بيداغوجي ليبقى دور مستشاري التوجيه حاسما في العملية، إضافة إلى المواكبة التربوية للأستاذ الرئيس. وأشار المحاضر في مداخلته كذلك إلى أن مسطرة التوجيه تمر عبر ثلاث محطات وتتجلى في التعبير عن الاختيارات الأولوية (ملاحظات الأساتذة، مقابلات المتعلمين)، ثم التعبير عن الإختيارات النهائية، وتأتي المرحلة الأخيرة ليتم البث في هذه الإختيارات عن طريق مجالس الأقسام. وتطرق الأستاذ السعيد تبرقاقيت كذلك إلى التقاطعات بين المشروع الشخصي للتلميذ والمسطرة الجديدة، مؤكدا أنه يجب أن يتم استحضار المشاريع الشخصية في العرض التربوي، إضافة إلى إتاحة الفرصة للمتعلم للانخراط في المسطرة (تجليات المشروع)، للتعبير عن رغباته في محطات محددة وإتاحة الفرصة لإعادة التوجيه، مبرزا أن المسطرة الجديدة متعددة الأبعاد، حيث يتم التعبير عن الميولات والأهداف الدراسية وتعكس تعدد أبعاد المشروع الشخصي. ومن بين التقاطعات كذلك حسب المتحدث، أن المسطرة تعطي شرعية للمشروع الشخصي للمتعلم، وأن المرور عبر المسطرة مهم جدا، حيث يتم التعريف به لدى فاعلين آخرين لينخرطوا في المواكبة ومساعدته. وتساءل المحاضر في صلب مداخلته، كيف يمكن الحديث عن المشروع الشخصي للمتعلم داخل الخريطة المدرسية؟ وماذا يفكر فيه التلاميذ مستقبلا؟، مشددا على أهمية الوعي بالمشروع مما يعطي معنى لكل التدخلات المواكبة وأن يستوعب المتدخلون فلسفة التوجيه المدرسي لضبط المهام والتقاطعات مع الأشخاص الآخرين. وطالب في السياق ذاته، بتكثيف الندوات من خلال تأطير الأساتذة والرؤساء مستشاري التوجيه، مع عقد شراكات في مجال التوجيه التربوي خاصة التكوين المهني، متسائلا كيف يمكن أن نبني شراكة على مستوى التوجيه المهني؟ مؤكدا أن الممارسات في الميدان والاستماع للمتعلمين يؤدي لامحالة إلى بلورة نموذج ناجح للتوجيه.