نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الداخلة – وادي الذهب، اليوم الأربعاء بالداخلة، لقاء تواصليا تمت خلاله مقاربة التصور الجديد لنظام التوجيه المدرسي والمهني والجامعي. وشكل هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار تفعيل مقتضيات القانون – الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، مناسبة لتبادل الآراء، وتقاسم التصورين المركزي والجهوي، ومناقشة السبل الكفيلة بإنجاح تنزيل مشروع نظام التوجيه المدرسي والمهني والجامعي. وقالت مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الداخلة – وادي الذهب، الجيدة اللبيك، في كلمة افتتاحية، إن هذا اللقاء يندرج في إطار المشاريع الملتزم بها أمام جلالة الملك، مما يعكس أهمية التوجيه المدرسي والمهني والجامعي، وضرورة الانكباب عليه، "لأن الباحثين وأولياء الأمور على حد سواء، يعزون فشل أي تلميذ أو طالب إلى ضعف التوجيه". وأكدت الجيدة اللبيك على ضرورة تفعيل التوجيه المبكر منذ المرحلة الإبتدائية، واستمراره في باقي المراحل التعليمية الأخرى، للتعرف على مؤهلات ومواهب التلاميذ التي تختلف من تلميذ إلى آخر، واستثمارها على نحو أمثل. وخلال هذا اللقاء، قدم السيد عبد المجيد لمرابط، رئيس الوحدة المركزية للتوجيه المدرسي والمهني، عرضا مفصلا تناول فيه التصور الجديد للوزارة بخصوص مشروع إرساء نظام وطني ناجع ونشيط للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي، حيث تم التطرق إلى سياقه العام، والمرجعيات التنظيمية من خلال القانون الإطار، والتدابير المتخذة للارتقاء بالتوجيه المدرسي على مستوى الخدمات التربوية. وأوضح أن التوجيه المدرسي والمهني والجامعي يكتسي أهمية كبرى في مسار إنجاح المنظومة التربوية وتهيئة التلميذات والتلاميذ، من خلال ترشيد اختياراتهم الدراسية والتكوينية والمهنية، وإرشادهم إلى التكوينات المهنية أو العليا الملائمة لقدراتهم وميولاتهم وطموحاتهم، وذلك بالارتكاز على التدخل المبكر والنشيط والتفاعلي الهادف إلى تقليص احتمال الخطأ في الاختيار. وأبرز، من جهة أخرى، أن نجاح المنظومة التربوية يتأتى بحسن التوجيه والاختيار، الشيء الذي يستدعي من جميع المتدخلين التربويين والشركاء بذل جهود قصوى لتحقيق أهداف مشروع إرساء نظام وطني ناجع ونشيط للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي. من جهته، قدم الحسين عبجا، رئيس المركز الجهوي للتوجيه المدرسي والمهني بأكاديمية جهة الداخلة – وادي الذهب، عرضا حول التدابير الإجرائية لمشروع التوجيه المدرسي والمهني والجامعي خلال الفترة 2019-2020. وتطرق عبجا إلى الهدف العام والأهداف الخاصة للمشروع والنتائج المنتظرة منه والتدابير المبرمجة جهويا، خاصة تلك المتعلقة بتفعيل العمل بالمشروع الشخصي للمتعلم بالمؤسسات الثانوية، وتفعيل الوظيفة التوجيهية للمؤسسة التعليمية على مستوى الخدمات التربوية. وأوضح أن هذه الخدمات تتمثل، بالأساس، في إرساء مسار لاستكشاف المهن والمشروع الشخصي للمتعلم منذ نهاية التعليم الابتدائي، وتعزيز الوظيفة التوجيهية للمؤسسة التعليمية من خلال إدماج بعد التوجيه المدرسي والمهني في مشاريع المؤسسات التعليمية، وكذا تطوير "خدمات التوجيه المدرسي والمهني"، وهي خدمة الإعلام المدرسي والمهني، وخدمة الاستشارة، وخدمة مواكبة المشاريع الشخصية للمتعلمين. وتميز هذا اللقاء التواصلي، الذي حضره على الخصوص المدراء الإقليميون ورؤساء مراكز ومصالح تربوية بالمديريات الإقليمية، بمداخلات ومناقشات انصبت حول المشاكل المرتبطة بنظام التوجيه المدرسي والمهني والجامعي. المصدر: و م ع