قال الصحافي سليمان الريسوني، رئيس تحرير جريدة "أخبار اليوم" التي توقفت عن الصدور مؤخرا، إنه صبر على الظلم طيلة عام من اعتقاله، مشيرا إلى أنه سيمضي في خطوته بالإضراب المفتوح عن الطعام، إلى أن يسترجع حريته أو يلقى حفته. ووفق ما أوردته هاجر الريسوني، ابنة أخ سليمان الريسوني، فإن الأخير قال في توضيح أسباب إضرابه عن الطعام: "صبرت سنة على الظلم وأنا انتظر أن يعلو صوت الحكمة والحق لكني اليوم نفذ صبري، سأمض في هذه الخطوة إما استرجع حريتي المسلوبة تعسفيا أو اذهب الى حتفي مرفوع الرأس مفجوع الفؤاد". وأوضحت هاجر الريسوني في تدوينة لها، أن عمها سليمان يقبع في الاعتقال الاحتياطي قرابة السنة، دون حكم ودون أن تكون هناك أدلة تدينه، بل إنه مسلوب الحرية انتقاما منه ومن عمله الصحافي وافتتاحياته التي كانت تزعج جهات نافذة في الدولة، وفق تعبيرها. من جانبها، قالت حنان بكور، رئيسة تحرير موقع "اليوم 24" سابقا، إن سليمان الريسوني رفض استقبال محاميه ورفض الخروج لإجراء المكالمات الهاتفية المعتادة مع عائلته، بل أثر من ذلك اختار إضرابا شاملا عن الطعام والماء أيضا. وكتبت في تدوينة لها: "الأخبار الواردة من سجن عكاشة لا تبشر بخير، سليمان وضع مضطرا حياته قربانا لحريته! لمصلحة من كل هذا؟ حياة سليمان في رقاب كل الأحرار.. في رقابنا جميعا!". وتابعت قولها: "لم نطلب شيئا غير رفع الظلم بتمتيع سليمان بالسراح ليخرج لعائلته وليدافع عن نفسه في محاكمة عادلة يتساوى فيها أطراف الدعوى. دفع سليمان إلى الموت هو قتل لكل ذرة أمل فينا جميعا. لا تقتلوا سليمان قهرا. أطلقوا سراح سليمان. دفعه إلى الموت ليس عدلا". يأتي ذلك بعدما أعلنت خلود المختاري، زوجة الصحافي سليمان الريسوني، دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من أمس الخميس، مشيرة إلى أنه اتخذ هذا القرار "احتجاجا على اعتقاله التعسفي، وسجنه احتياطيا مدة ما يقارب سنة دون محاكمة، وفي غياب أدلة تدينه". وأوضحت المختاري أن قرار زوجها راجع إلى "الظلم الذي طاله قبل وبعد اعتقاله، بداية من تهديده والتشهير به وأفراد من عائلته، إلى تمطيط مدة التحقيق التفصيلي الذي لم ينتج عن أي إدانة ضده". فبالرغم من أن مهمة قاضي التحقيق، تضيف زوجة الريسوني، هي "التحقيق في الإدانة كما في البراءة، إلا أن الأمر لم يكن كذلك في حالة سليمان الريسوني الذي حرم حتى من شهوده"، مشيرة إلى أن "حياة سليمان منذ هذا اليوم ستدخل منعرجا آخر، وهو الحرية والعدالة أو الموت". وأضافت أن "الصحافي ورئيس تحرير جريدة أخبار يخوض اليوم إضرابه المفتوح عن الطعام، بعد إضرابين إنذارين احتجاجا على اعتقاله التحكمي منذ تاريخ 22 ماي، والذي حرم إبانه من مقابلة دفاعه، فيما عاش سجنه في زنزانة انفرادية في الجناح الأمني بعكاشة، لا يحضى حتى بحقه في الفسحة المشتركة مع السجناء".