أعلنت الحكومة الألمانية، اليوم الأربعاء، أنها استدعت السفيرة المغربية في برلين لمشاورات "عاجلة" بعد إعلان الرباط تعليقها التواصل مع السفارة الألمانية. وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستوفر برغر، في مؤتمر صحافي حكومي في برلين، قائلا: "أمس، استدعينا السفيرة المغربية لمشاورات عاجلة في وزارة الخارجية لتوضيح تقارير بشأن أحداث في المغرب". وأضاف المتحدث: "بنظرنا، لا يوجد سبب لفرض قيود على العلاقات الدبلوماسية. ألمانيا والمغرب تعاونتا عن كثب منذ عدة عقود، وهذا بنظرنا في مصلحة البلدين". ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب"، فقد شدد كريستوفر برغر على أن "لا شيء تغير في سياسات ألمانيا تجاه المغرب". هذه التطورات تأتي في وقت تمر فيه العلاقة بين البلدين من "أزمة صامتة"، غداة قرار المغرب تعليق جميع الاتصالات مع السفارة الألمانية بالرباط، وطلب الخارجية الألمانية من السفير المغربية ببرلين الحضور إلى لقاء مستعجل لشرح خطوة الرباط. وكشفت وثيقة صادرة عن وزارة الخارجية المغربية، أن قرار الرباط مرده إلى "سوء التفاهم العميق" بين المغرب وجمهورية ألمانية الاتحادية حول عدد من القضايا الأساسية بالنسبة للمملكة. الوثيقة التي تتوفر "العمق" على نسخة منها، طالبت من خلالها وزارة الخارجية مختلف القطاعات الوزارية وجميع الهيئات التي تعمل تحت وصايتها بوقف أي اتصال أو تفاعل أو تعاون سواء مع السفارة الألمانية بالمغرب أو مع منظمات التعاون الألماني والمؤسسات المرتبطة بها. وفي نفس السياق، كشف مسؤول رفيع بوزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في تصريح سابق لجريدة "العمق"، عن حيثيات اتخاذ المغرب قرار تعليق جميع اتصالاته مع السفارة الألمانية بالرباط. وأكد المسؤول، أنه بالرغم من وجود تعاون مع ألمانيا في عدد من القطاعات خصوصا الاقتصادية والتجارية، إلا أن "هناك تراكم لم يكن إيجابيا من الناحية السياسية، خصوصا موقف ألمانيا من قضية الوحدة الترابية". وشدد المسؤول المغربي، على أن المغرب اتخذ هذا القرار لأنه ب"حاجة إلى تجديد العلاقات مع ألمانيا"، مبرزا أن الموقف الألماني من قضية الصحراء المغربية "غير قوي وغير واضح". وأشار إلى موقف سابق لمسؤولين ألمان بخصوص اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على صحرائه، من بينهم كاتب الدولة في الخارجية، الذي قال إن القرار الأميركي لا يوافق الشرعية، وهي "خرجة غير موفقة"، بحسب المسؤول بوزارة الخارجية المغربية. ومن بين الأمور التي أزعجت المغرب، كذلك، سجل المسؤول المغربي، رفع أعلام الجبهة الانفصالية أمام عدد من المباني الرسمية في ألمانيا، مشيرا إلى عدم اعتراف ألمانيا بالدور الذي يلعب المغرب في الأزمة الليبية واستبعاده من المفاوضات التي احتضنتها برلين يناير 2020. وبخصوص مراسلة الوزير ناصر بوريطة لرئيس الحكومة ووزرائه حول قرار تعليق الاتصالات مع السفارة الألمانية، فقد أوضح المسؤول بالخارجية المغربية، أن القضايا التي تتعلق بالخارج في أي دولة تمر عبر القناة الدبلوماسية وهذا "نهج كلاسيكي"، وفق تعبيره.