قال كريستوفر برغر، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن بلاده قد استدعت السفيرة المغربية من أجل عقد مشاورات عاجلة بعد إعلان الرباط تعليق التواصل مع سفارة ألمانيا بالمغرب. وأوضح برغر، أول أمس الأربعاء، أن استدعاء السفيرة المغربية كان لمناقشة موضوع العلاقات التي جرى تعليقها، موضحا "إنه ليس هنالك ما يعدو إلى تقييد بين البلدين لكونها متسمة منذ عقود طويلة بالكثير من التفاهم وألمانيا لم تغير من سياستها تجاه المغرب". ووصفت وزارة الخارجية الألمانية علاقاتها مع المغرب بأنها "تقليدية ووثيقة وخالية من كل ما قد يستدعي التوتر"، مؤكدة أن البلدين تربطهما علاقات تجارية قوية، وبأن ألمانيا خصصت خلال سنة 2020 حوالي 1.4 مليار يورو للمغرب في إطار التعاون الإنمائي. وأكدت أيضا ان القرار المغربي، القاضي بقطع العلاقات مع سفارة ألمانيا ما زال غير واضح في تفاصيله بالنسبة لبرلين، وفق ما نقلته القناة التلفزيونية الإخبارية الألمانيةNTV. وكشفت الخارجية الالمانية أنها أحيطت علما بالتقارير الإعلامية الواردة من المغرب، موضحة أن "الحكومة الألمانية لا ترى أي سبب يعرقل العلاقات الدبلوماسية الطيبة مع المغرب لذلك دعا وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية السفيرة المغربية في برلين إلى لقاء، لإجراء مناقشة عاجلة بخصوص هذا الموضوع وشرح ما جرى". واعتبرت منظمات ألمانية يوجد مقرها بالرباط، قرار قطع العلاقات بين البلدية بالمفاجئ وغير المتوقع، خصوصا وأن ألمانيا مشهود لها أنها سارعت بعد حصول المغرب على الاستقلال إلى إقامة علاقات ثنائية توسعت لتشمل الكثير من المجالات، تجارية، سياسية، دبلوماسية وثقافية. ويتمثل التعاون الألماني المغربي اليوم الكثير من الجوانب من أبرزها تلك المرتبطة بالتعاون الثقافي، كما تواجه عدد مهم من الجالية في الديار الألمانية يجعل قطع العلاقة بين البلدية أمرا مفاجئا وغير وارد نهائيا، إلا أن دفاع المملكة على مصالحها وفي مقدمتها قضية الصحراء جعلها تتخذ هذا الموقف. وكان وزير الخارجية ناصر بوريطة قد وجه رسالة إلى أعضاء الحكومة المغربية يقول فيها ان المغرب قرر تعليق تعامله مع السفارة الألمانية في الرباط بسبب خلافات عميقة تهم قضايا المغرب المصيرية، ما استدعى قطع العلاقات التي تجمع الوزارات والمؤسسات الحكومية مع نظيرتها الألمانية، بالإضافة إلى جميع العلاقات مع مؤسسات التعاون والجمعيات السياسية الألمانية.