فتحت رسالة للخارجية المغربية حول تعليق التواصل مع السفارة الألمانية بالرباط، باب الكثير من التساؤلات حول الخلفيات التي دفعت المملكة المغربية، لاتخاذ خطوة تجميد التواصل مع المؤسسات التابعة لسفارة برلين، في الوقت الذي أكدت الخارجية الألمانية حرصها على العلاقات مع المغرب. واعتبر مراقبون، أن قرار المغرب تعليق كل أشكال التواصل مع السفارة الألمانية في الرباط وهيئات التعاون والمؤسسات السياسية التابعة لها، هو قرار سيادي ولم يفاجئ الكثيرين لأنه نتيجة أزمة صامتة بن الرباطوبرلين.
ورغم تأكيد الخارجية الألمانية، حرصها على العلاقات مع المغرب واصفة إياها ب"الطيبة"، اعتبر بعض المتتبعون، أن برلين لم تتوقف منذ مدة على إرسال الإشارات السلبية تجاه العلاقات بين البلدين، حيث قامت قبل سنتين بإقصاء المغرب من مؤتمر دولي حول ليبيا رغم أن الرباط عاصمة فعالة في هذا الملف، ناهيك عن التصريحات الصادرة عن ألمانيا في ملف الصحراء المغربية وقضية الكركرات، حيث كانت برلين هي الدولة الوحيدة التي دعت لانعقاد اجتماع لمجلس الأمن.
ولكن بعض القراءات، أكدت أن العلاقات بين الرباطوبرلين، قوية ولن تتأثر نتيجة قرار المغرب تجميد التواصل مع المؤسسات التابعة لسفارة برلين.
وكشفت الخارجية الألمانية، اليوم الثلاثاء، بعد قرار المغرب تعليق جميع أشكال التواصل مع السفارة الألمانية هناك، أن وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية دعا السفيرة المغربية في برلين إلى لقاء لإجراء مناقشة عاجلة وشرح لما جرى.
والتزمت ألمانيا الصمت تجاه القرار المغربي في البداية، لكن الخارجية الألمانية أكدت في تصريح لDW عربية حرصها على العلاقات مع المغرب واصفة إياها ب"الطيبة".
وقالت الخارجية الألمانية في تصريحها إن "الحكومة الألمانية لا ترى أي سبب يعرقل العلاقات الدبلوماسية الطيبة مع المغرب. لذلك دعا وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية السفيرة المغربية في برلين اليوم إلى لقاء لإجراء مناقشة عاجلة وشرح لما جرى".
وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية المغربية يوم الإثنين في خطوة مفاجئة "تعليق كل علاقة اتصال أو تعاون مع السفارة الألمانية في الرباط ومع كل المؤسسات الألمانية التابعة لها".
وجاء في رسالة وجهها ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني وباقي أعضاء الحكومة أن هذا القرار "جاء بسبب سوء التفاهم العميق مع ألمانيا في قضايا أساسية تهم المملكة". ولم يعط مزيدا من التفاصيل.
كما دعا بوريطة في الرسالة، جميع القطاعات الحكومية المغربية إلى "وقف كل أنواع التعاون والاتصال مع السفارة الألمانية، وكذلك المنظمات والمؤسسات السياسية الألمانية التي لها علاقة بالسفارة".