شهدت معظم مدن جهة طنجةتطوانالحسيمة، الليلة الماضية (الأربعاء-الخميس)، أمطارا غزيرة وصلت إلى مستويات قياسية على الصعيد الوطني، وسط ترقب محلي مخافة وقوع سيول وفيضانات على غرار ما حدث بمدينة الدار البيضاء، أول أمس الثلاثاء. ووفق المديرية العامة للأرصاد الجوية، فإن مدينتا تطوان وشفشاون تصدرتا مقاييس التساقطات المطرية المسجلة من الساعة السادسة من صباح أمس الأربعاء إلى غاية الساعة السادسة من صباح اليوم الخميس، حيث حلت تطوان في الصدارة ب97 ملم، تليها شفشاون ب88 ملم، ثم طنجة في المرتبة السادسة ب40 ملم. ورغم التساقط القوي للأمطار التي لم تتوقف لأزيد من 8 ساعات ببعض المدن كتطوان وشفشاون وطنجةوالمضيق والفنيدق ومرتيل، منذ حوالي الساعة الخامسة مساء أمس إلى حدود الساعات الأولى من فجر اليوم، إلا أنه لم يتم تسجيل فيضانات أو سيول باستثناء بعض الأحياء والمواقع التي عرفت تجمعا كبيرا للمياه. ففي مدينة تطوانومرتيل، شهدت بعض الشوارع وملتقيات الطرق ارتفاعا لمنسوب المياه بعد انسداد بعض بلوعات قنوات الصرف الصحي، إلا أن ذلك لم يوقف حركة السير، في حين كشف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن المياه تسربت إلى بعض المنازل التي تقع في أحياء منخفضة. المياه تغمر شارعا بمدينة مرتيل ليلة أمس كما غمرت المياه بعض المحلات المتخصصة في بيع الأواني الفخارية التقليدية على الطريق الرابطة بين تطوانوالمضيق، حيث كشفت صور تم تداولها تسرب مياه الأمطار إلى داخل تلك المحلات المحادية للطريق، فيما ارتفع بشكل كبير منسوب مياه واد مرتيل "المحنش" الذي يمتد على طول مدينة تطوان. واستنفرت السلطات المحلية جميع المتدخلين من أجل مواجهة الأضرار المحتملة الناجمة عن التساقطات المطرية، حيث هرعت لجان اليقضة التابعة للعمالات والجماعات وشركة "أمانديس" المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل، إلى الأماكن المتضررة من أجل تسريح قنوات صرف مياه الأمطار. ففي عمالة المضيق الفنيدق، ليلة أمس، استنفر العامل ياسين جاري جميع الجهات المتدخلة من أجل معالجة بعض الأضرار، خاصة بمدينة مرتيل التي شهدت ارتفاعا كبيرا في منسوب المياه بشوارعها وأزقتها بفعل التساقطات المطرية الغزيرة في وقت وجيز. وأعطى العامل جاري التعليمات إلى السلطات المحلية والجماعات الترابية التابعة للعمالة والوقاية المدنية ومصالح شركة "أمانديس"، من أجل التدخل الاستعجالي لتصفية وتسريح البالوعات وقنوات صرف مياه الأمطار بجميع الشوارع والأحياء المتضررة، وهو ما مكن من عودة الأمور إلى طبيعتها في ذات الليلة. ارتفاع منسوب واد مرتيلبتطوان (واد المحنش) جاء ذلك بعدما شكلت السلطات المحلية والجماعات الترابية لجان محلية لليقظة والحذر، وعبأت الآليات والموارد البشرية تحسبا لأي تدخل طارئ، كما قامت بتصفية وتسريح قنوات تصريف مياه الأمطار بشكل استباقي لتفادي تسجيل أي غمر أو فيضانات بشوارع المدن المعنية. وفي سياق متصل، حذرت وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، مستعملي الطريق من السفر خلال هذه الفترة التي تعرف تساقطات مطرية قوية، حيث دعتهم إلى تأجيل تنقلاتهم من وإلى أو عبر عدد من مناطق المملكة، خاصة مدن الشمال، إلا في حالة الضرورة القصوى. ويتعلق الأمر، بحسب بلاغ للوزارة، بأقاليم طنجة-أصيلة، تطوان، الفحص أنجرة، المضيق الفنيدق، شفشاون، العرائش، وزان، مرتفعات أقاليم الحسيمة، آسفي، أكادير إداوتنان، إنزكان أيت ملول، اشتوكة أيت باها، الصويرة، شيشاوة، سيدي بنور، الجديدة، برشيد، النواصر، الدار البيضاء، مديونة، المحمدية، وبنسليمان، الصخيرات، تمارة، سلا، الخميسات، القنيطرة، سيدي قاسم، سيدي سليمان، وتارودانت والحوز. ارتفاع منسوب واد مرتيلبتطوان (واد المحنش) وأهابت الوزارة في بلاغها الذي تتوفر "العمق" على نسخة منه، بمستعملي الطريق بتجنب التنقل ليلا، والاستعداد القبلي للسفر وذلك بمراقبة الحالة الميكانيكية للعربات، وتوخي الحيطة والحذر سيما بالمحاور التي من المحتمل أن تتعرض للغمر بالمنخفضات ونقط عبور الطرق للأودية والشعاب. ودعت المواطنين إلى عدم المغامرة بحياتهم وذلك بالمرور أثناء ارتفاع منسوب الأودية بالأرصفة القابلة للغمر، وعدم الافراط في السرعة وتجنب أي تجاوز أو مناورة مفاجئة، واحترام مسافة الأمان بين المركبات. وأكدت الوزارة على ضرورة احترام السائقين لعلامات التشوير وكذا الامتثال لتعليمات السلطات المحلية وفرق المديريات الترابية للوزارة المتواجدة بصفة مستمرة على المحاور الطرقية المعنية قصد ضمان انسيابية حركة السير. المياه تغمر شارعا رئيسيا بتطوان ليلة أمس ارتفاع منسوب واد مرتيلبتطوان (واد المحنش)