استبعد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أن تتراجع إدارة جو بايدن عن القرار الذي اتخذه دونالد ترامب بخصوص مغربية الصحراء، حيث شدد على أن "التراجع عنه عبر قانون في الكونغرس الأمريكي أمر صعب جدا". وقال العثماني، اليوم الاثنين، خلال الجلسة الشهرية بمجلس النواب، إن المغرب قد طوى سجل سنوات صعبة فيما يتعلق بموقف الولايات مع قضية الصحراء حيث أصبح المغرب أمام موقف واضح للإدارة الأمريكية قوامها الاعتراف بمغربية الصحراء. وشدد على أن "هذا المكسب الدبلوماسي غير المسبوق الذي حققته بلادنا أربك خصوم وحدتنا الترابية وأيضا أربك بعض المشككين وهو ما تجسد في لجوئهم إلى أساليب مضللة ومغرضة". وأبرز رئيس الحكومة، أن هناك من يعمل على التقليل من أهمية هذا الاعتراف والادعاء بأنه لا يعدو أن يكون إعلانا رمزيا أو إعلانا احتفاليا لن تتبعه أي إجراءات عملية أو ذات أثار قانونية. واعتبر العثماني، أن الأيام القليلة الماضية بينت زيف هذا الادعاء، مشيرا إلى وجود آلية للتشويش عبر الترويج لسهولة تراجع الإدارة الأمريكية المقبلة عن الاعتراف بمغربية الصحراء عبر حملات تضليلية ومناوئة في العالم والولاياتالمتحدة، تأكد أن جزءا منها مدفوع الأجر وبالوثائق. وأشار إلى لجوء بعض المشككين إلى آلية الضغط من خلال تحريك لوبيات ومجموعات مصالح لشن حملات مضادة لدفع الإدارة الجديدة للتراجع، غير أن كل هذه الأساليب لم تفلح لأنها مردودة على أصحابها. العثماني، أكد أن هذا القرار والإعلان لم يأت من فراع بل هو تتويج لتراكم تم على مدى سنين لجهود الدبلوماسية المغربية في الساحة الأمريكية بالذات، مشيرا إلى أن الإعلان ورد في التقرير التفصيلي لميزانية وزارة الخارجية لسنتي 2018/2019 الصادر عن الكونغرس الأمريكي. وأوضح رئيس الحكومة، أن البعض ممن بخس هذه الخطوة سقط ضحية مقالات نشرت في الولاياتالمتحدة وبريطانيا ولم يكن لها أي صدى أو تفاعل من الإدارة الجديدة التي تحدثت عن المناخ ودول أخرى التي من الممكن أن تراجع فيها موقفها دون الحديث عن قرار الاعتراف بمغربية الصحراء. وشدد على أن الإعلان الرئاسي الذي ادعى البعض أنه احتفالي تم نشره في السجل الفيدرالي كما تم تسجله لدى الأممالمتحدة، مضيفا أن الإدارة الأمريكية شرعت على عدد من المستويات في التنزيل الفعلي لمقتضيات هذا القرار على أرض الواقع من خلال تغيير الخرائط بمختلف إداراتها. واعتبر أن من شأن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أن يدفع دولا أخرى للسير في نفس الاتجاه السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، لافتا إلى أن عددا من المراقبين والمختصين الغربيين يعتبرون ما تم حلا استراتيجيا وانتصارا وانجازا دبلوماسيا للمغرب.