أجمع الأمناء العامون لعدد من الأحزاب السياسية الرئيسية في المغرب، أن إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتراف بمغربية الصحراء وسيادة المملكة على كامل تراب الأقاليم الجنوبية، يشكل انتصارا للمغرب ولجهود الملك محمد السادس في الدفاع عن مغربية الصحراء. جاء ذلك في تصريحات لكل من الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله، والأمين العام للحركة الشعبية امحند العنصر. وأول أمس الخميس، أفاد بلاغ للديوان الملكي، أن الرئيس الأمريكي أخبر الملك محمد السادس أنه أصدر مرسوما رئاسيا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية. وأضاف الديوان الملكي، أنه "في هذا السياق، وكأول تجسيد لهذه الخطوة السيادية الهامة، قررت الولاياتالمتحدة فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكنة أقاليمنا الجنوبية". العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، قال إن إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية، من خلال مرسوم رئاسي، الاعتراف بمغربية الصحراء وسيادة المملكة على كافة أقاليمها الجنوبية، يعد "انتصارا تاريخيا للقضية الوطنية ولمغربية الصحراء". وأشار العثماني في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية "لاماب"، أن اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء يشكل أيضا "انتصارا لجهود الملك محمد السادس في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية"، حسب قوله. وأوضح العثماني أن هذا الاعتراف "يشكل تحولا مهما، على اعتبار أنها المرة الأولى التي تعترف فيها دولة غربية بهذا الوضوح بمغربية الصحراء، ولأن الولاياتالمتحدة ليست قوة عظمى فحسب، وإنما عضو دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ولفت إلى أن أهمية هذا القرار يكمن أيضا في كون الإدارة الأمريكية قررت أن تتبع هذا المرسوم الرئاسي بخطوة عملية من خلال فتح قنصلية للولايات المتحدةبالداخلة، وفق تعبيره. وأوضح العثماني أنه بعدما تم فتح عدة قنصليات لدول شقيقة وصديقة بالأقاليم الجنوبية للممكلة، كلها إما إفريقية أو عربية، أصبح لدينا اليوم دول من قارة أخرى هي القارة الأمريكية. وشدد الأمين العام لحزب المصباح، على أن هذا الأمر "سيفتح الباب لمزيد من الدول للاعتراف بمغربية الصحراء، وربما لفتح قنصليات لها في الأقاليم الجنوبية". وأضاف أن الولاياتالمتحدة تشرف عادة على إعداد الصيغة الأولى لقرار مجلس الأمن قبل عرضه على ما يسمى بمجموعة الأصدقاء في قضية الصحراء المغربية، وبعد الاتفاق عليه في إطار هذه المجموعة المكونة من خمس دول يتم توزيعه وعرضه على مجلس الأمن الدولي. واعتبر أن "هذه الدولة التي تعد عادة قرارات مجلس الأمن اتخذت اليوم قرارا تاريخيا بالاعتراف بمغربية الصحراء، وهو ما سيشكل بعدها فاتحة لانتصارات أخرى للقضية الوطنية". بركة من جانبه، اعتبر الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، أن قرار اعتراف الولاياتالمتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، سيمكن من فتح المجال أمام تنمية قوية في إطار نموذج تنموي جديد للأقاليم الجنوبية. وقال البركة في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية "لاماب"، إن "قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتراف بمغربية الصحراء، سيمكن من فتح المجال أمام تنمية قوية في إطار نموذج تنموي جديد للأقاليم الجنوبية". وأشار إلى أنه سيجعل العديد من الدول تنخرط بدورها في هذه الدينامية الجديدة، لاسيما الدول التي تدرك تماما أن هذه المنطقة هي منطقة مغربية وتعرف تمام المعرفة "العلاقات التاريخية التي تربط المغرب بجنوبه وبأقاليمه الجنوبية". وأضاف أن الاعتراف بمغربية الصحراء يشكل تطورا هاما بالنسبة لقضية الوحدة الترابية، لأن الأمر يتعلق على الخصوص ب"دولة عظمى وتحظى بعضوية دائمة في مجلس الأمن"، مشيرا إلى أن سقف ما يمكن الوصول إليه في إطار الحل النهائي لهذا النزاع، على إثر هذا القرار، هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. من جهة أخرى، قال الأمين العام لحزب الاستقلال إن اعتراف الولاياتالمتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، سيتيح طي هذا الملف بشكل نهائي لمواصلة العمل من أجل بناء الاتحاد المغاربي، الذي سيكون له "وقع جيد على كل الشعوب المغاربية". وهبي عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أوضح أن إقرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بالسيادة التامة والكاملة للمملكة على صحرائها "يحمل في طياته الكثير من الإنصاف التاريخي والعدالة الدبلوماسية". ويرى وهبي، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية "لاماب"، أن هذا الاعتراف الأمريكي الجديد يأتي لإحقاق الحق، بل ويعتبر دعما تاريخيا للمغرب. واعتبر أنه "رغم تأخر هذا القرار"، إلا أنه جاء ليكرس حقا تاريخيا وطبيعيا للمغاربة، وستكون له انعكاسات ونتائج كبرى في المستقبل، وفق تعبيره. بنعبد الله وصف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، لأول مرة في تاريخ النزاع، بأنه تحول تاريخي وأساسي في قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، معتبرا أن قرار ترامب سيدفع دولا عديدة للالتحاق بالركب من أجل اتخاذ نفس القرار. وقال بنعبد الله في تصريح له تعليقا على خطوات المغرب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء: "نثني ونقدر عاليا المجهودات التي بذلها الملك محمد السادس للوصول إلى هذا الإنجاز التاريخي الكبير لقضية وحدتنا الترابية المطروحة لأزيد من 45 سنة". وأضاف بالقول: "من دون شك أن عددا من الدول الكبيرة والمتوسطة والصغيرة ستلتحق بالركب وستجعل ملف الصحراء يقترب من نهايته بإقرار السيادة المغربية عليها، وفتح الباب أمام الاستقرار والنماء والازدهار أمام كل شعوب المنطقة وخاصة شعوب المغرب الكبير". واعتبر المسؤول الحزبي أن أهمية القرار الأمريكي تكمن في مدى حجم الولاياتالمتحدةالأمريكية وتأثيرها على المستوى العالمي، ودورها في مجلس الأمن والأممالمتحدة، مشددا على أنه يتعين على كل القوى السياسية بالمغرب التحرك لجعل الموقف الأمريكي نقطة تحول كبيرة. العنصر بدوره، قال الأمين العام للحركة الشعبية، امحند العنصر، إن قرار الولاياتالمتحدة بالاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية ينبني على مرتكزات قانونية، وجاء بإجراءات عملياتية، لاسيما الإعلان عن فتح قنصلية واستثمارات في الأقاليم الجنوبية. وأوضح العنصر، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية "لاماب"، أن هذا القرار يدعم ويكرس الرؤية السامية للملك محمد السادس التي تروم جعل الأقاليم الجنوبية حلقة وصل بين دول إفريقيا جنوب الصحراء وبقية العالم. وأضاف أن الإعتراف الأمريكي "تاريخي ونابع عن دولة كبيرة لها مكانة في المنتظم الدولي وفي منظومة الأممالمتحدة"، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق ب"تصريح حكومي"، بل بقرار ينبني على مرتكزات قانونية. وتابع الأمين العام للحركة الشعبية أن القرار الأمريكي يعتبر مقترح الحكم الذاتي الأرضية الوحيدة للتفاوض من أجل إنهاء النزاع المفتعل. من جهة أخرى، ذكر العنصر بأن الملك ألح على ثبات موقف المغرب من القضية الفلسطينية، حيث "يعتبرها جلالته قضية وطنية، وذكر بمساعيه لضمان حل للقضية بصفته رئيسا للجنة القدس".