قالت ياسمين حسناوي المتخصصة في العلاقات الدولية وقضية الصحراء المغربية وشؤون المغرب الكبير، إن تدخل المغرب تم بشكل عقلاني بهدف تأمين تدفق السلع التجارية نحو دول افريقيا. وأكد الخبيرة في العلاقات الدولية وحل النزاعات في تصريح ل"العمق"، أن المغرب تحمل استفزازات البوليساريو كثيرا، غير أن السيل بلغ الزبى بعد التطورات التي عرفها معبر الكركرات، لا سيما أن المينورسو طالبت من البوليساريو وقف إغلاق المعبر والانسحاب ولم يستجب عناصر البوليساريو لهذا الطلب. وأوضحت حسناوي أن إغلاق المعبر تسبب في أزمة اقتصادية، ليس للمملكة فقط، بل لموريتانيا والدول الافريقية أيضا، لذا كان لزاما على المغرب أن يتدخل، وهو ما كان طبعا. وتساءلت الخبيرة في ملف الصحراء المغربية، عن الدواعي التي دفعت بالجزائر إلى فتح مخيمات تندوف والسماح للنساء والشيوخ والأطفال للخروج منها، ليتجهوا نحو المنطقة المنزوعة السلاح، وهي منطقة مغربية سلمتها للأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار، في هذه الظروف التي يعرف فيها العالم أزمة صحية ثم يغلقوا معبر الكركرات، وأشارت في هذا الصدد إلى أن الجزائر بذلك تكون قد خرقت اتفاقية جنيف الرابعة 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين. وشدت الخبيرة في العلاقات الدولية وقضية الصحراء المغربية وشؤون المغرب الكبير، أن الجزائر تدفع بالبوليساريو لاستفزاز المغرب، وذلك في خطوة منها لتصدير الأزمة الداخلية التي تعرفها، خاصة أنها تعيش مشاكل اقتصادية، وتشهد احتقانا وحراكا شبابيا بالإضافة إلى رفض الاستفتاء على الدستور الجديد للجزائر، زيادة على أن هذه الاستفزازات لم تأت من فراغ، بل ورائها جنزالات الجزائر لدواع جيواستراتيجية. وعابت الخبيرة على الأممالمتحدة ومجلس الأمن والمنتظم الدولي عدم التدخل في الموضوع، على اعتبار أن الجزائر خرقت قرارات دولية وخاصة قرارات مجلس الأمن الدولي كما خرقت 16 اتفاقية. وقالت إن الأممالمتحدة، عليها أن تتدخل بحكم أن الحل المقترح هو حل سياسي متوافق عليه، وعدم التحرك أمر غريب، على اعتبار أن الملف لا يتعلق بالمغرب والصحراء المغربية فقط، بل يتعلق بمنطقة الساحل برمتها والتحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة. وأضافت أن الأممالمتحدة، عليها أن تتحمل مسؤوليتها بحكم اشرافها على الملف، ومجلس الأمن يجب أن يعقد اجتماعا حول الموضوع، وعليه أن يندد بخرق الاتفاقيات المبرمة وقرارات مجلس الأمن من طرف البوليساريو. وأكدت على أن المغرب نجح في الرهان حيث اتجه نحو حل سياسي توافقي واقترح الحكم الذاتي، مشيرة إلى المملكة شريك استراتيجي لعدد من الدول بالمنطقة وخارجها، وحقق نجاحات ديبلوماسية من خلال اعتراف عدد من الدول تعترف بمغربية الصحراء عبر افتتاح قنصلياتها بالأقاليم الجنوبية للمغرب. وأكدت الخبيرة أن الأممالمتحدة وامريكا لا يمكن أن تعطي الضوء الأخضر للجزائر لدعم البوليساريو والدخول في حرب مع المغرب.