قال الملك محمد السادس، إن القرارات الأخيرة لمجلس الأمن أقبرت المقاربات الأطروحات المتجاوزة وغير الواقعية، وأكدت على المشاركة الفعلية للأطراف المعنية الحقيقية في هذا النزاع الإقليمي، ورسخت بشكل لا رجعة فيه، الحل السياسي الذي يقوم على الواقعية والتوافق. وأوضح الملك في خطاب بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، مساء اليوم السبت، أن هذا الأمر ينسجم مع المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تحظى بدعم مجلس الأمن والقوى الكبرى باعتبارها الخيار الطبيعي والوحيد لتسوية هذا النزاع. وعلى مستوى الاتحاد الإفريقي، يقول الملك، "فقد تخلصت هذه المنظمة بفضل رجوع المغرب إلى بيته الإفريقي، من المناورات التي كانت ضحيتها لعدة سنوات، وأصبحت تعتمد على مقاربة بناءة تقوم على تقديم الدعم الكامل للجهود التي تبذلها الأممالمتحدة بشكل حصري من خلال أمينها العام ومجلس الأمن". وأضاف الملك، أنه "على المستوى القانوني والدبلوماسي، فتحت عدة دول شقيقة قنصليات عامة في مدينتي العيون والداخلة، في اعتراف واضح وصريح بمغربية الصحراء، وتعبيرا عن ثقتها في الأمن والاستقرار والرخاء الذي تنعم به أقاليمنا الجنوبية". وبالموازاة مع ذلك، يتابع الملك قوله، "ترفض الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي الانسياق وراء نزوعات الأطراف الأخرى، فقد بلغ عدد الدول التي لا تعترف بالكيان الوهمي، 163 دولة، أي %85 من الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة". ومضى قائلا: "وقد تعزز هذا التوجه باعتماد القوى الدولية الكبرى لمواقف بناءة، ومنها إبرام شراكات استراتيجية واقتصادية دون تحفظ أو استثناء لأقاليمنا الجنوبية للمملكة، كجزء لا يتجزأ من التراب المغربي". وشدد الملك على أن المغرب يؤكد التزامه الصادق بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة، في إطار احترام قرارات مجلس الأمن، من أجل التوصل إلى حل نهائي على أساس مبادرة الحكم الذاتي. واسترسل بالقول: "كما سيظل المغرب ثابتا في مواقفه ولن تؤثر عليه الاستفزازات العقيمة والمناورات اليائسة التي تقوم بها الأطراف الأخرى، والتي تُعد مجرد هروب إلى الأمام بعد سقوط أطروحاتها المتجاوزة". وأعلن المغرب رفضه القاطع ل"الممارسات المرفوضة لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي بين المغرب موريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو لأي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة". وأردف قائلا: "سيبقى المغرب كما كان دائما، متشبثا بالمنطق والحكمة، بقدر ما سيتصدى بكل قوة وحزم للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية، وإننا واثقون بأن الأممالمتحدة والمينورسو سيواصلون القيام بواجبهم في حماية وقف إطلاق النار بالمنطقة".