تلقت جبهة البوليساريو الانفصالية ضربة موجعة من خلال التقرير الأخير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول الوضع في الصحراء المغربية، وفضح مجموعة من الانتهاكات التي قامت بها جبهة "بوليساريو" خلال الفترة من 2 أكتوبر 2019 إلى غاية 31 غشت 2020. وكشف غوتيريش في تقرير الحامل للرقم S/2020/938، والذي اطلعت جريدة "العمق" على مضامينه الكاملة، أن المناطق الواقعة تحت سيطرة جبهة البوليساريو، شرق الجدار الرملي، "سجل فيها تدهور كبير في مستوى التعاون من جانب القوات العسكرية لجبهة البوليساريو"، كما فضح احتفاظ الانفصاليين بأسلحة ثقيلة في كل من أغوانيت وبير لحلو وتيفاريتي في "المنطقة المحظورة"، معتبرا ذلك "بمثابة انتهاك". وسجل التقرير المذكور أن القوات العسكرية لجبهة البوليساريو "أمعنت في منع دوريات البعثة من الدخول إلى معظم وحداتها، وكذلك إلى مناطق ومواقع محددة في المنطقتين العسكريتين الثانية والخامسة، في انتهاك متكرر للاتفاق العسكري رقم 1". مضيفا "وحاججت جبهة البوليساريو بأن الاتفاق العسكري رقم 1 يمنح مراقبي الأممالمتحدة العسكريين الحق في "زيارة"المواقع العسكرية وليس في "تفتيشها"، خلافا للممارسة المتبعة منذ أمد بعيد. ومنذ بداية جائحة "كوفيد-19"، ذُكرت أيضاً الحاجة إلى الالتزام بالتباعد البدني كسبب لمنع الدخول إلى الوحدات". وعلق الأمين العام للأمم المتحدة على الحوادث بالمذكورة بقوله "ولئن كانت هذه الحوادث تشكل انتهاكات خطيرة، فإن الممارسة العملية تشير إلى تمكّن الدوريات البرية التابعة للبعثة من الاضطلاع بعمليات رصد بصرية كافية للوحدات من مسافة بعيدة، بسبب انخفاض الجدران المحيطة بالوحدات". وأضاف "وارتُكبت انتهاكات مماثلة لحرية التنقل في محاولة للحد من رصد البعثة للمباني في إطار التحقق من الامتثال للفقرة 7 من قرار مجلس الأمن 2440 (2018). وفي إحدى المرات، مُنع فريق تابع لدائرة الإجراءات المتعلقة بالألغام من الوصول إلى موقع في بير لحلو وأُمر بمغادرة المنطقة أثناء قيامه بتطهير طريق الدوريات البرية التابعة للبعثة من الألغام". ولم تتوقف خروقات الجبهة الانفصالية عند هذا الحد، بل أضاف تقرير غوتيريش أن بعثة المينورسو "شهدت مؤشراعلى زيادة عمليات التوغل التي تقوم بها القوات العسكرية لجبهة البوليساريو في المنطقة العازلة، في انتهاك للاتفاق العسكري رقم 1". وفصل التقرير "وفي مناسبتين، في أغوانيت في أكتوبر 2019 وفي تيفاريتي في مايو، كانت الدلائل واضحة، وأُعلنت تلك التوغلات باعتبارها انتهاكات. ففي أغوانيت، لحقت أضرار بشاحنة كانت تسير عبر المنطقة العازلة لنقل أفراد عسكريين تابعين لجبهة البوليساريو إلى مركز المراقبة الواقع عند "النقطة الوسيطة 6" قرب الكركرات، وذلك من جراء تعرضها للُغم. واحتج الجيش الملكي المغربي على هذا الحادث، وحاول إخراج الشاحنة من المنطقة". وفي الوقت الذي أشاد غوتيريش بتعاون المغرب مع العناصر العسكريين والمدنيين لبعثة المينورسو، وتسهيل عملهم خصوصا في فترة جائحة "كورونا"، سجل عدم تجاوب جبهة البوليساريو مع البعثة، وكذا عدم ردها على الطلبات المقدمة من البعثة لإزالة الفائض من الأسلحة من المنطقة المحظورة. وفي فقرة أخرى من التقرير ذاته، قال غوتيريش في رصده لخروقات جبهة البوليساريو "وبالقرب من بير لحلو، ظل قيد التشغيل مركز لوجستي يتألف من 10 مبان جديدة موجودة داخل المنطقة المحظورة، كان قد اعتُبر بمثابة انتهاك في عام 2017 وأُدرج في قائمة الانتهاكات الطويلة الأمد في عام 2018". وأضاف "وخلال جائحةكوفيد-19، تم تزويد الموقع بمرافق لتيسير العزل وتوفير العلاج الأساسي تحسّبا لأي حالات محتملة. وشرق الجدار الرملي، واصلت البعثة رصدها المنتظم للمباني التي شيدتها جبهة البوليساريو في مواقع مختلفة خارج المنطقة المحظورة من أجل ضمان استمرار امتثالها لأحكام الفقرة 7 من قرار مجلس الأمن 2440 (2018)، على نحو ما أفيدَ في الفقرة 32 من الوثيقة S/2019/787". وسجل كذلك نقل عدة وحدات تابعة لجبهة البوليساريو في تيفاريتي في دجنبر 2019، وفي أبريل وماي 2020، مبرزا أن ذلك يشكل انتهاكا للاتفاق العسكري رقم 1، وأفاد أن عمليات النقل تلك شملت نقل مركز مراقبة واحد من المنطقة المحظورة إلى المنطقة العازلة، "حيث ظل قائما رغم الطلبات المتكررة التي وجهتها البعثة لإعادته إلى موقعه الأصلي". وتابع التقرير "وأشارت جبهة البوليساريو إلى أن الموقع الجديد يتيح نقطة مراقبة أفضل لاعتراض تجار المخدرات الناشطين في المنطقة، وهو تعليل لا يتفق مع أحكام الاتفاق العسكري رقم 1". وأوردت الوثيقة ذاتها "وفي يونيو، أعلن الفريق العامل المعني بالانتهاكات التابع للبعثة عن وقوع انتهاك إضافي واحد بسبب توسيع أحد مباني هذا المركز. وفي بير لحلو، تم الكشف في يونيو 2020 عن وحدة عسكرية مؤلفة من ستة مواقع ونحو 50 فردا واعتُبرت انتهاكا في الشهر نفسه. واعتُبرت أيضا أربعة مشاريع بناء أخرى تابعة للقوات العسكرية لجبهة البوليساريو في بير لحلو وتيفاريتي بمثابة انتهاك للاتفاق العسكري رقم 1".